وادي المغمس

وادي المغمس أو الوادي الأخضر، هو أحد أودية سهل تهامة بمنطقة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، يقع في الجهة الشرقية من مدينة مكة المكرمة، ويعد الحد الجغرافي الطبيعي لشمال شرقي مشعر عرفات، أحد المشاعر المقدسة التي ينزل بها الحجاج.

يعد وادي المغمس من المواقع التاريخية البارزة، إذ يرتبط بحادثة الفيل، التي تشير المصادر التاريخية في تفاصيلها إلى أن جيش أبرهة الأشرم الحبشي اتخذ من وادي المغمس موقعًا لمعسكر جيشه في عام 571م بقصد هدم الكعبة المشرفة باستخدام الفيلة. وفي الوادي أيضًا دُفن "أبو رغال" الشخصية الموسومة بالخيانة تاريخيًّا، إذ كان دليل أبرهة الحبشي في طريقه إلى مكة المكرمة.

يعد وادي المغمس نقطة الاتصال بين عرفات ووادي حنين، وتشرف عليه حواف جبلية عالية، ويمر الوادي عبر 6 جبال معروفة في مكة المكرمة، هي: جبل الصفاح من الشمال، ومن الشرق جبلا سعد وكبكب، ومن الغرب جبلا الطارقي وسلع، وينتهي عند جبال الخطم.

ووادي المغمس، في أجزاء كبيرة منه، أرض خصبة للزراعة، إذ تكسوه نباتات وأشجار متنوعة كالطلح، والسرح، والسلم، والسمر، وفيه زراعات متفرقة. تغذي الأودية والشعاب مجرى الوادي، من ضمنها: وادي عرنة، ووادي ذي المجاز الذي ينحدر من جبل كبكب، ووادي البجيدي، ووادي حنين، ووادي حواس والصفاح، ووادي الخيام.

وادي المغمس أحد المواقع الجغرافية التي توثق تاريخ منطقة مكة المكرمة، وعُثر فيه على نقوش أثرية ذات مضمون ديني، يعود تاريخها إلى القرن الثاني الهجري، إضافةً إلى الوسوم الخاصة بالقبائل قديمًا، التي توضع على الأملاك الخاصة بها لإعلان ملكيتها، وشوهدت منها أشكال متنوعة على صخور وادي المغمس.

ولوادي المغمس، بسبب قيمته التاريخية والدينية، مكانة عالية في الشعر العربي، إذ برز كإشارة لمكة المكرمة وشعابها، وقد ذكره أول مرة الشاعر أبو المنذر الإيادي، ومن ثم الشعراء: أمية بن أبي الصلت الثقفي، وعمر بن أبي ربيعة، والمغيرة بن عبدالله المخزومي.