مسجد الشافعي، هو أحد المساجد التاريخية بمحافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة، تشير المصادر إلى بنائه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،بنيت منارته في القرن السابع الهجري/القرن الثالث عشر الميلادي، ويتميز بعمارته الإسلامية، وشكله المربع، وتتوسطه ساحة مكشوفة للتهوية، وشهد عدة أعمال صيانة وترميم، أولها التي حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف.
ينسب اسم المسجد إلى محمد بن إدريس الشافعي، إمام المذهب الشافعي أحد المذاهب الأربعة، وكان المسجد معروفًا باسم "الجامع العتيق"، وهي تسمية تطلق على المساجد التاريخية القديمة.
موقع مسجد الشافعي
يقع المسجد بجوار أسواق صانعي النحاس، وأسواق الصاغة والفضيات القديمة، ومن جهته الشرقية توجد أسواق الملابس والنسيج المشهورة بسوق البدو، إضافة إلى محال تجارية، ومبان تاريخية قديمة.
ويتوسط مسجد الشافعي حارة المظلوم بمنطقة جدة التاريخية، وتعود أهميته لقدمه، واعتباره شاهدًا على القرون الأولى من الإسلام، واستخدمت في بنائه مواد تقليدية منها الخشب والطين البحري والحجر المنقبي، إذ كانت تلك المواد تشكل عناصر البناء الرئيسة عند أهالي جدة في ذلك الوقت.
ترميم مسجد الشافعي
شهد مسجد الشافعي ترميمًا شاملًا، وأولاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عناية خاصة، حيث وقف عليه، وشاهد مراحل تطويره عام 1435هـ/2014م عندما كان وليًّا للعهد، وذلك خلال زيارته جدة التاريخية، وانتهت أعمال الترميم الأخير وافتتح في شعبان 1436هـ/2015م.
وعلى أروقة المسجد وجدرانه الداخلية كتابات ونقوش تثير التساؤل لدى من يراها من الزائرين والمصلين، كما يحوي المسجد في أساساته وقواعد أعمدته مادة الرصاص التي اكتشفت بواسطة فرق بحثية متخصصة في الآثار، كما تصنف تجربة ترميم المسجد أول مشروع لترميم مبنًى تراثي على الطريقة المعتمدة لدى منظمة اليونسكو.
وواجهت عمليات ترميم مسجد الشافعي صعوبات كبيرة، إذ كانت بالغة الدقة للحفاظ على التصميم الأصلي، الذي يعكس العمارة الإسلامية المميزة، دون أن تقع أية أضرار جراء عمليات التطوير، ولا سيما أن المكونات الأساسية للمسجد يغلب عليها الرمل والجبس.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة