تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
جامع الإمام تركي بن عبدالله
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

جامع الإمام تركي بن عبدالله، أو الجامع الكبير، هو مسجد تاريخي يقع في منطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، أنشئ في عهد مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.

إنشاء جامع الإمام تركي بن عبدالله

أنشئ جامع الإمام تركي بن عبدالله على أرض تسمى "النقعة" وسط الرياض، خلال مدة حكم الإمام تركي بن عبدالله (1240هـ-1249هـ/1824م-1834م)، إذ وجه بإنشاء جامع يكون قريبًا من قصر الحكم وعدد من الأحياء، وجعله مؤسسة علمية، وعين عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ مشرفًا ورئيسًا للعلماء. وكانت عادة الإمام تركي عندما يصلي الجمعة في الجامع الخروج من باب يقع جنوب المحراب، أعد في قبلة المسجد لدخوله وخروجه، إضافة لدخول إمام الجامع.

وفي عهد الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله، وتحديدًا في عام 1259هـ/1844م، أعاد بناء الجامع وزاد في سعته من الناحيتين الشرقية والغربية، وأدخل فيه زخارف إسلامية لم تكن معروفة في نجد آنذاك، ووضع ممرًا علويًّا بين المسجد وقصر الحكم، واستحدثت مساقٍ له، إضافة إلى إنشاء ممر طويل ومغطى ومحمول على أعمدة لتوصيلها بين المسجد وقصر الحكم.

العناية بجامع الإمام تركي بن عبدالله في العهد السعودي الحديث

اهتم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بجامع الإمام تركي بن عبدالله، وزاد مساحته، وربطه بقصر الحكم عبر جسر لتسهيل الوصول للجامع أوقات الصلوات والجمع، بالإضافة إلى إنارته.

وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، تواصل الاهتمام بالجامع، فزاد عمارته وأمر بتجديد فرشه وإنارته، وزادت مساحة الجامع، وكان البناء خلال تلك الفترات بمواد البناء التقليدي من الطين واللبن المجفف، وأسقفه من جذوع النخل والحجارة.

وتوالت العناية بالجامع في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، عبر البناء الحديث، وتمت توسعة الجامع التوسعة الثانية، بترميمه وزيادة مساحته وفرشه.

تطوير جامع الإمام تركي بن عبدالله

أعادت الهيئة الملكية لمدينة الرياض تشييد الجامع في موقعه السابق ضمن برنامجها لتطوير منطقة قصر الحكم في وسط مدينة الرياض، وافتتح في عام 1413هـ/1993م، لتبلغ مساحته نحو 16.8 ألف م2، بطاقة استيعابية تصل إلى 17 ألف مصلٍ، ويتكون من مصلى رئيس للرجال وآخر للنساء، مساحته 6.32 آلاف م2، وارتفاعه 14.8م، وساحة خارجية تبلغ مساحتها 4.8 آلاف م2، وله منارتان ارتفاعهما 50م. كما يضم سكنًا للإمام والمؤذن، ومكاتب خاصة بالأجهزة الحكومية، ومكتبتين للرجال والنساء.

وبني الجامع من وحدات خرسانية سابقة الصب، وغطيت جدرانه الخارجية والجزء العلوي من الجدران الداخلية بحجر الرياض، والجزء الأسفل من الجدران والأعمدة غطي بالرخام الأبيض، والسقف غطي ببلاطات خرسانية تشبه المرابيع الخشبية التي كانت تغطي سقف المسجد القديم، والجامع مجهز بوسائل البث التلفزيوني والإذاعي المباشر وكاميرات تلفزيونية يتم التحكم فيها عن بعد. فاز الجامع بجائزة “أغا خان” العالمية للعمارة عام 1415هـ/1995م خلال انعقاد دورة الجائزة في مدينة سولو الإندونيسية.

أئمة ومؤذنو جامع الإمام تركي بن عبدالله

تعاقب على إمامة الجامع عدد من الشيوخ والأئمة منهم: عبدالرحمن بن حسن بن محمد في عام 1241هـ/1826م، وعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن في عام 1285هـ/1869م، ومحمد بن إبراهيم بن محمود في عام 1293هـ/1876م، وعبدالعزيز بن صالح بن موسى بن مرشد، وعبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، وعبدالرحمن بن محمد بن عساكر (بالإنابة في فترة مرض عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ)، وعبدالرحمن بن عبداللطيف (بالإنابة في فترة مرض عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ لنصف عام)، ومحمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ، وعمر بن عبداللطيف في عام 1365هـ/1945م، وسعد بن عتيق، وعبدالرحمن بن عبداللطيف (للمرة الثانية حتى عام 1366هـ/1947م، وعبدالله بن عبدالرحمن بن عبداللطيف، وإبراهيم بن سليمان آل مبارك، وعبدالرحمن بن عودان في عام 1370هـ/1951م، ومحمد بن إبراهيم آل الشيخ "مفتي الديار" من عام 1373هـ/1954م إلى وفاته عام 1389هـ/1969م، وعبدالعزيز بن عبدالله بن باز من عام 1389هـ/1969م، وعبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين (بالإنابة) من تاريخ 1420هـ/1999م، ومفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومحمد بن عبدالله بن عمر آل الشيخ (بالإنابة في غياب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ).

ومن أئمة الجامع قديمًا عبدالله بن محمد بن نصبان، وكان كفيفًا، ونُسب المسجد إليه فكان يقال مسجد النصيبي، وتولى الإمامة في الجامع نحو 62 عامًا، وتوفي في 1412هـ/1992م.