عرف مسجد أبي بكر الصديق بمكانته التاريخية الإسلامية في منطقة المناخة، التي كانت تعرف باسم "سوق المدينة"، وكان فضاءً واسعًا. روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة العيد في مواضع متفرقة، وأنشئت مساجد في كل موقع، أطلق عليها فيما بعد اسم "مصليات أو مساجد الأعياد"، ويرجح مؤرخون أن يكون موقع المسجد هو موضع دار محمد بن عبدالله بن كثير بن الصلت.
عَمّرَ الخليفة عمر بن عبدالعزيز، إبان ولايته على المدينة المنورة، المساجد، والمواضع التي صلى فيها النبي، صلى الله عليه وسلم، ومنها هذا المسجد، الذي خضع لعمليات ترميم وإصلاحات متفرقة، حتى جاءت عمارة السلطان محمود الثاني في عام 1254هـ/1838م.
خضع المسجد لعمليات ترميم وإصلاح في عهد الدولة السعودية، كان آخرها في عام 1430هـ/2009م، بعد أن اهتمت بالمسجد مؤسسة التراث الخيرية، بدعم من شركة المناخة للتنمية، ضمن مشروع تطوير منطقة المناخة.
البناء المعماري لمسجد أبي بكر الصديق في المدينة المنورة
بني مسجد أبي بكر الصديق على طراز عثماني قديم، من الحجر البازلتي الأسود المنحوت. تبلغ مساحته الإجمالية نحو 280م²، ويتسع لنحو 150 مصليًا، ويتخذ شكل مربع، وتعلو قبة كبيرة قاعةَ الصلاة، ويضم المسجد ساحة خارجية تقع في الجهة الشرقية، وتتميز منارته الأسطوانية -التي تقع في الجهة الشمالية- بشكلها ومنحوتاتها الهندسية القديمة، واحتوائها على مقرصنات وزخارف جصية، وترتفع عن الأرض بنحو 22.86م، وللمسجد مدخلان في الجهة الشرقية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة