مسجد أبي بكر الصديق في نجران

مسجد أبي بكر الصديق في نجران، هو مسجد تاريخي أنشئ وسط البلدة القديمة غرب محافظة ثار بمنطقة نجران جنوبي المملكة العربية السعودية، ويعد من أقدم معالم البلدة ومن عناصرها التراثية البارزة، ويقع وسط البلدة على بعد 3 كم غرب محافظة ثار، التي تفصلها نحو 120 كم عن الجهة الشمالية الشرقية لمدينة نجران.

ترجع الأهمية التاريخية لمسجد أبي بكر الصديق كونه أقدم مسجد بمنطقة ثار القديمة، ويعد الوحيد في تلك المنطقة الذي تقام فيه صلاة الجمعة وكان يستقطب أهالي القرى المجاورة، وهو منارة ثقافية وعلمية لأهالي القرية والمناطق المجاورة، انعقدت فيه المحاضرات ودروس تعليم الكتابة والقرآن الكريم، كما استضاف اجتماعات الأهالي لمناقشة مستجداتهم اليومية وحل المشاكل والمنازعات.

استُخدم في بناء مسجد أبي بكر الصديق في نجران الطوب والمرابيع والألواح الخشبية المغطاة بطبقات خرسانية، ويتكون من بيت للصلاة وفناء خارجي ودورات للمياه.

تقدر المساحة الإجمالية للمسجد بنحو 130م2، وارتفعت إلى 300م2، ليصبح قادرًا على استقبال 118 مصليًا، وذلك بعد اعتماده ضمن مساجد المرحلة الأولى من مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية الذي أطلقه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عام 1440هـ/2018م، وشمل التطوير بيت الصلاة والسرحة التابعة له، ودورات المياه والمواضئ الخاصة بالنساء والرجال، إضافةً إلى المصلى الخاص بالنساء.

أشرف على أعمال ترميم المسجد فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة نجران، ومسؤولون من وزارة الثقافة لضمان اكتمال التفاصيل العمرانية اللازمة، والخصائص البيئية المقترنة بتفاصيل النظام الإنشائي المعتمد في تأهيل المسجد وإعادة بنائه وفق آليات حديثة مع الحفاظ على العناصر التراثية التي تشكل جزءًا أساسيًّا من عملية الاتصال البصري بين المسجد ورواده من الزوار والسائحين.

وبني المسجد بعد تجديده على طراز منطقة نجران، وتحديث عناصره الداخلية والخارجية من جدران وأسقف وأرضيات، كما جُهز بجميع اللوازم من مفارش حديثة، ودواليب مخصصة للمصاحف، إضافة إلى أبواب ونوافذ جديدة تضمن حماية المسجد من تسربات الأمطار، وتصد عنه موجات الغبار، تفاديًا لأي تأثيرات يمكن أن تتسبب في تضرر المسجد أو أحد عناصره.