مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة

مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، هو مركز علمي يدعم البرامج والبحوث التي تسهم في التصدي للإعاقة بالمملكة العربية السعودية. تبنى تأسيس المركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حين كان أميرًا لمنطقة الرياض)، وصدرت الموافقة على تأسيسه من وزارة الشؤون الاجتماعية (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حاليًّا)، في 24 محرم 1412هـ/5 أغسطس 1991م.

نظم مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة منذ تأسيسه وحتى عام 1445هـ/2024م، 6 مؤتمرات، فيما أنجز 366 بحثًا.

يقدم مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة خدماته لفئات المجتمع عامة، والأشخاص ذوي الإعاقة خصوصًا. ويُعِدّ المركز برامج علمية، تهدف إلى التصدي للإعاقة ومعرفة مسبباتها واكتشافها، ليتسنى للجهات المعنية التدخل المبكر، والاستفادة من نتائج البحوث، للتخطيط والتقييم في المجالات المختلفة، كالوقاية والرعاية والتأهيل. كما يعمل المركز على تخفيف معاناة ذوي الإعاقة، وتحسين ظروفهم، ليتمكنوا من المشاركة في بناء المجتمع. 

يهدف مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة إلى تحفيز التواصل المؤسسي، وتطوير التقنية وأنظمتها، ورفع مستوى الكوادر البشرية وتأهيلها، وتحسين جودة البحث العلمي وتطويره لمواجهة الإعاقة بمختلف مجالاتها، والإسهام في التدريب النوعي الذي يستند على نتائج البحوث والدراسات، وتحسين جودة حياة ذوي الإعاقة من خلال الابتكار والحلول، وتيسير الوصول لقواعد البيانات والمعلومات المتعلقة بالإعاقة، وتعزيز الاستدامة المالية، والاستثمار بالمركز، وبناء شراكات استراتيجية مع أصحاب العلاقة، وتطبيق أثر البحوث العلمية في الميدان.

تستهدف خطة المركز الاستراتيجية ثلاثة مجالات أساسية: الأول يركز على بناء قاعدة بيانات شاملة مبنية على أسس علمية لتوفير معلومات دقيقة حول نسبة وتوزيع ذوي الإعاقة في السعودية، إضافة إلى مسببات الإعاقات المختلفة. والثاني يستهدف الإعاقات ذات نسب الحدوث العالية والإعاقات الخفية، مثل صعوبات التعلم، واضطرابات التواصل، والصحة النفسية. والثالث يركز على إجراء الأبحاث المتقدمة، مثل تكنولوجية النانو، والروبوتات، والعلاج بالخلايا.

تبنى مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة عام 1427هـ/2007م، برنامج الوصول الشامل لذوي الإعاقة. ودعم البرنامج حينها أكثر من 3 ملايين مواطن(10% من السكان) من ذوي الإعاقة وكبار السن، بهدف دمجهم في المجتمع، وتسهيل العقبات أمامهم، لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، ليتمكنوا من تحقيق طموحاتهم. ووضعت اللجنة الإشرافية لبرنامج الوصول الشامل، آليات عمل لتفعيله ضمن القطاعات الحكومية والخاصة، واعتمدت الإجراءات اللازمة لتنفيذه على أرض الواقع.

وينص نظام رعاية المعوقين في السعودية على وجوب تهيئة وسائل المواصلات العامة لتحقيق تنقل الأشخاص ذوي الإعاقة بأمن وسلامة، ووضع الشروط والمواصفات والمعايير الهندسية والمعمارية الخاصة باحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.

يشمل برنامج الوصول الشامل، الجوانب المعمارية، والمعلوماتية، والتقنية، والسلوكية، والحقوقية. وأنجز مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، دراسة شاملة لبرنامج الوصول الشامل في عام 2008م، ركزت على تقييم وقياس الوضع في السعودية، ومدى مطابقته لأفضل المعايير والممارسات الدولية المقبولة التي شملت المنشآت، والمباني، ووسائل النقل، والنظم السياحية، ومنتجاتها وبناها التحتية.

وأصدر مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، أربعة أدلة إرشادية، الأول خاص بالوصول الشامل للبيئة العمرانية، والثاني بالوصول الشامل في وسائط النقل البرية، والثالث بالوصول إلى الوجهات السياحية وقطاعات الإيواء، والأخير بالوصول لوسائط النقل البحرية.

ووقع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، اتفاقيات ومذكرات تعاون مع جهات ومؤسسات حكومية وخاصة لتطبيق برنامج الوصول الشامل في مدن السعودية، وتم إعلان الرياض أول مدينة صديقة للمعوقين في السعودية، في عام 1431هـ/2010م.

أصدر مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، مجموعة تثقيفية قصصية، بعنوان "وعي"، وهي قصص موجهة للأطفال، باللغتين العربية والإنجليزية. وتهدف الإصدارات إلى توعية الأطفال بأنواع الإعاقات، من خلال سرد قصص قصيرة توعوية. والمجموعة متوفرة مجانًا على موقع المركز على شبكة الإنترنت، ويمكن للراغبين الاطلاع عليها وتحميلها مباشرة من الموقع.

هو أحد مبادرات مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، ويستهدف الإعاقات الخفية ذات نسب الحدوث العالية، إذ يقيم ويحسن عمليات التشغيل والبرامج والخدمات المقدمة للأطفال ذوي القدرات الفائقة وأسرهم، عبر تقديم التدريب والإرشادات، وكذلك النظام المتكامل لتطوير مراكز الرعاية النهارية، وهو نظام متكامل للمعايير والمواصفات القياسية العالمية، وبرنامج الفحص المبكر للأطفال حديثي الولادة، الذي يحدد طبيعة ومدى حدوث أمراض الغدد الصماء وأمراض التمثيل الغذائي للمواليد في السعودية.

أنشئت جائزة الملك سلمان العالمية لأبحاث الإعاقة بهدف تنشيط حركة البحث العلمي في مجال الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وتشمل الجائزة خمسة مجالات، وهي: العلوم الصحية والطبية، والعلوم التربوية والنفسية، والعلوم التأهيلية والاجتماعية، والتطبيقات التقنية في مجالات الإعاقة، والوصول الشامل.

ويبلغ إجمالي قيمة الجائزة مليوني ريال سعودي، ويحصل الفائز على مبلغ مالي، إضافة إلى شهادة تحمل اسمه، وملخص للعمل الذي أهَّله للحصول على الجائزة، إضافة إلى ميدالية. وفاز بالجائزة في نسخها الثلاث التي نظمت خلال الأعوام: 2014م، و2018، و2022م، 17 فائزًا، من أفراد وجهات.

هي مبادرة أطلقها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، موجهة للمؤسسات البحثية والتعليمية، لمجابهة التحديات التي تواجه المجتمع السعودي في مجال الإعاقة. وتستهدف المبادرة المراكز والفرق التي تمتلك بنية بحثية متكاملة، ليكون المركز داعمًا لإنجاز مشاريع بحثية في مجال الإعاقة والاستفادة من البنية التحتية من أجهزة وقدرات بشرية وكفاءات علمية قادرة على إنجاز أبحاث ومنتجات مبتكرة.

وتركز المبادرة على مجالات الإعاقة المتنوعة، ويهتم المركز بالمجالات العلمية التي تعنى بجودة الحياة لذوي الإعاقة، وهي المجال الصحي، ويشمل: الهندسة الطبية والحيوية، والميكانيكا الحيوية، والأبحاث الطبية والأساسية المتعلقة بالإعاقة والتأهيل، والتغذية العلاجية، والرعاية الصحية لذوي الاعاقة، والوقاية من الأمراض وانماط الحياة المسببة للإعاقة وكيفية تجنب الإصابة بها (وراثية، خلقية أو مكتسبة).

كما يركز على المجال العلمي، ويشمل: أبحاث الجينات والوراثة، وعلوم الهندسة والبحوث التطبيقية، والإحصاء وعلوم البيانات. والمجال الثالث هو الإنساني، ويشمل: الأبحاث السلوكية، والنفسية، والاجتماعية، والعصبية، والتعليم، والتدريب وتطوير المهارات.

أطلق مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، عام 1443هـ/2022م، برنامج المجموعات البحثية المختصة في مجال الإعاقة، من خلال تكوين مجموعات بحثية تعاونية مهتمة بالدراسات والبحوث الصحية، والطبية، والاجتماعية، والإنسانية، والتقنية والهندسية المتصلة بالإعاقة. ويقدم المركز دعمًا للمجموعات يصل إلى 150 ألف ريال، حسب الشروط والضوابط الخاصة للتقديم.

وتتضمن شروط المشاركة في البرنامج أن تكون المشاريع متوافقة مع أولويات المركز البحثية والأولويات الوطنية، وأن يكون للمجموعة باحث رئيس لقيادة المجموعة من إحدى المؤسسات الأكاديمية أو البحثية داخل السعودية، على أن يكون من ذوي الخبرة والكفاءة، وله سجل إنجاز في العمل الجماعي، والمشاريع البحثية، والنشر العلمي، وأن يكون سبق له النشر في المجلات المفهرسة ضمن قواعد ISI. ويتم قبول الأبحاث الأصيلة المنشورة في قواعد بيانات Web of Science -ISI.