صندوق النمر العربي

صندوق النمر العربي، هو صندوق أنشأته الهيئة الملكية لمحافظة العلا في المملكة العربية السعودية  عام 1440هـ/2019م، وخصصت له 25 مليون دولار، للمحافظة على النمر العربي وبقائه، وضمان وجود مجموعة من النمور قادرة على العيش بشكل مُستدام.

يصل عدد النمور العربية التي تعيش في البرية، إلى نحو 200 نمرًا، أما في السعودية فتصل إلى أقل من 50 نمرًا،بسبب أساليب التعامل البشري من الصيد أو التسميم، ووصول التنمية وتوسعها حول معازل النمور الطبيعية، وتقلص أعداد فرائسها، إذ تقل الفرائس بسبب رعي المواشي المحلية للغطاء النباتي والصيد الجائر.

يتضمن العمل الأساسي لصندوق النمر العربي التنسيق مع المنظمات الوطنية والإقليمية التي تسعى لصون وبقاء النمر العربي ومواطن عيشه، إذ يتطلب بقاء النمور في مواطن وبيئات مدعومة توفر مجموعات من الفرائس، مع وفرة ممرات محمية لوصل التجمعات المشتتة على نحو متزايد.

وأحد أهداف إنشاء صندوق النمر العربي زيادة الوعي والإدراك محليًّا بحالة هذا النوع من النمور، والتهديدات التي تتعرض لها كالصيد التنافسي والتسمم أو فقدان الموطن، وتعمل حملات التثقيف تلك على منع صراعات الإنسان الفوضوية، وإبراز قيمة النمور في المجتمع المحلي عن طريق مبادرات السياحة الإيكولوجية "السياحة البيئية" مثلًا، ويتطلب ذلك تمويل عمليات مسح شاملة لتوزيع النمور العربية داخل السعودية، وتعيين المجالات الرئيسة لحمايتها.

كما تتضمن أهداف إنشاء الصندوق تقييم التهديدات والصعوبات التي تتعرض لها النمور، كالصيد غير المشروع وأعداد الفرائس، وتقييم المعازل الطبيعية للأنواع في البلاد المجاورة، وتقوية مرافق التربية في الأسر الموجودة.

يعمل صندوق النمر العربي على تعزيز ودعم عدد من المبادرات المرتبطة بمراقبة تحديد التوزيع الحالي للنمور العربية والأماكن المتوقعة لاستردادها، وتأسيس شبكة إدارة وحوكمة نشطة للمناطق المحمية والمحميات الطبيعية الأخرى، مع التركيز على الأماكن والممرات المتوقعة والمعروفة للنمر العربي، والتحقق من دعم برامج حماية النمر العربي من قبل المجتمع المحلي وأصحاب المصلحة.

ويركز الصندوق على الجانب الثقافي من حيث زيادة الوعي العام والتعليم بأهمية ومميزات صون وحفظ الأنواع والمواطن، وتنمية الموارد والإمكانات وتوفر الكفاءات والوسائل المتطلبة لتطبيق برامج الحفظ والحماية، وفي الجانب القانوني يُعمل على تنفيذ وتطبيق التشريعات الملائمة لحفظ النمر العربي وأماكن عيشه وفرائسه.

ويقدم الصندوق مبادرات تسهم في صيانة الموقع، بمعنى تخفيف العوامل والمسببات المؤدية إلى انخفاض النمر في الأماكن المتوقعة والقائمة، وتأسيس وإعادة أعداد النمور العربية أينما كان ذلك مناسبًا، وتأمين مخزون ديموغرافي ووراثي لبقاء النمر العربي عن طريق التربية في الأسر، وتفعيل وضمان الشراكات والتعاون الدولي بين دول النطاق والوكالات ذات العلاقة التي تتبع لها ومع الشركاء الدوليين، وحفظ المشاريع وجمعها في برنامج ذي شمولية للحفظ في الموقع وخارجه.

وفي عام 1445هـ/2024م، أطلق صندوق النمر العربي بمقر الصندوق الجديد في مدينة الرياض "برنامج النمر العربي للابتعاث"، بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الذي يندرج ضمن مسارات برنامج العلا للابتعاث.

ويهدف البرنامج لخلق جيل معرفي من أبناء وبنات العلا، يسهم في تحقيق رسالة الصندوق لتأمين مستقبل مزدهر للنمر العربي وتحقيق التوازن الطبيعي، ويضم البرنامج 50 بعثة دراسية لتزويد الجيل القادم من دعاة الحفاظ على البيئة بالمهارات والمعرفة العملية التي يحتاجون إليها لحماية مستقبل النمر العربي المهدد بالانقراض بشكل حرج.

عملت الهيئة الملكية لمحافظ العلا لإعادة هيكلة صندوق النمر العربي ونموذج الحوكمة والتشغيل، مع خبراء دوليين، كمنظمة كاتموسفير، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، وبانثيرا Panthera.

ويتمثل هدف الصندوق طويل الأجل في نقل برنامج تربية النمر العربي إلى محافظة العلا، وإطلاق الحيوانات فيما بعد إلى البرية، إذ يسعى الصندوق إلى تأهيل وتطبيق وتطوير برامج صيانة وترميم المواطن والنباتات لاستعادة النظم البيئية الطبيعية وتأهيل المسطحات الطبيعية، إضافةً إلى إعادة إدراج الزواحف المحلية، لتصبح مهيأة للإطلاق النهائي لمجموعات النمر العربي، ويأتي تأسيس محمية شرعان الطبيعية بالعلا من أجل استرداد التوازن للمسطحات الطبيعية القديمة في المحافظة.

يطمح الصندوق إلى إطلاق مجموعات النمر العربي بمناطق العلا المحمية، وتمر رحلة العمل هذه بمهام أولية، منها: محاولة زيادة أعداد النمور العربية محليًّا، عن طريق برامج التربية في الأسر والمساهمة والمشاركة المجتمعية، وحماية النمور في السعودية والعناية بها.

وتركز الهيئة الملكية لمحافظة العلا على دعم مركز تربية النمور بمحافظة الطائف، ويشمل دعم الخدمات البيطرية وتربية الحيوانات، كما تُطوِّر مركزًا عالميًّا يتبع أفضل الممارسات والتطبيقات في تربية هذه الأنواع، إضافةً إلى معهد الأبحاث في العلا الذي يُعد جزءًا من المرحلة الثانية من برنامج تكاثر النمور في الأسر.

يسهم صندوق النمر العربي في تعزيز مكانة السعودية عالميًّا عن طريق عملها المباشر في أرض الواقع، وممارستها للتعليم والأبحاث والتدريب من أجل حماية البيئة المحلية من الصعوبات والتحديات والتهديدات الطبيعية، وتزامنًا مع رؤية السعودية 2030، ستتمكن المؤسسات غير الربحية من وضع تأثيرها محليًّا وعالميًّا، وستسهم مبادرات الصندوق في إنماء الاقتصاد المحلي عن طريق تأسيس قطاعات حديثة للسياحة الإيكولوجية والحفظ البيئي، ودعم وتقوية المجتمع من خلال تنمية وبناء الإمكانات والتدريب.