المقابر في السعودية، هي الأماكن المخصصة لدفن الموتى، تكون عادة مساحات مسورة غير مسقوفة، وتشرف على خدماتها وزارة البلديات والإسكان.
تضم السعودية مقابر تاريخية تحظى بأهمية لدى السعوديين وعامة المسلمين، كمقبرة المعلاة في مكة المكرمة، ومقبرة البقيع في المدينة المنورة.
وتُوفر السعودية خدمات تجهيز المتوفين ونقلهم ودفنهم مجانًا، لتخفيف الأعباء على ذويهم، عبر متابعة حالة الوفاة منذ وقوعها حتى مواراة الجثمان الثرى، في مقابر عامة مشتركة بين المسلمين، بينما يُدفن غير المسلمين ضمن مقابر مخصصة لهم.
تقدم خدمات الدفن في مقابر السعودية مجانًا وبشكل فوري، في جميع المناطق والمحافظات والمدن والقرى، ويمكن الاستعلام عن مقدمي خدمات نقل وتجهيز الموتى، إضافة إلى إمكانية الاستعلام عن قبر المتوفى، وطباعة شهادة الدفن، كما يمكن الاطلاع على بيانات مفتوحة تشمل إحصاءات بأعداد المتوفين ومعلوماتهم حسب الأعوام الهجرية، في الموقع الرسمي لوزارة البلديات والإسكان.
الخدمات الإنسانية في مقابر السعودية
يشارك القطاع الخيري في السعودية في تقديم خدمات المقابر ومغاسل الموتى، تعزيزًا لروح التضامن الإنساني، ودعمًا لتماسك اللحمة المجتمعية، ولارتباط خدمات المقابر بعدد من الأعمال ذات الطابع الإنساني، وقد أنشأت السعودية "مؤسسة إكرام الموتى" غير الربحية، لتنظيم الأعمال الخيرية في هذا المجال.
مقابر سعودية بارزة
على الصعيد التاريخي، تُعرف مقبرتا المعلاة والبقيع، بوصفهما من المقابر الإسلامية القديمة البارزة في السعودية، بينما تشتهر بين المقابر التي أُنشئت في العصر الحديث مقبرة العود، التي دُفن فيها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأبناؤه الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، وعدد كبير من أبناء الأسرة الحاكمة، كما تشتهر مقبرة العدل في مكة المكرمة، باحتوائها جثامين عدد من الأمراء وغيرهم من الشخصيات السعودية، من ضمنهم أبناء الملك عبدالعزيز: الأمراء نايف، ومنصور، وعبدالمحسن، وماجد، والأمير عبدالله الفيصل، والأمير سعود الفيصل، والأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين.
توسعة المقابر في السعودية
تشهد المقابر في السعودية أعمال توسعة مستمرة، لزيادة الطاقة الاستيعابية فيها، حسب الاحتياج في كل مدينة، كما تُسوّر المقابر القديمة، وتُفصل المباني القريبة منها، وتُسند أعمال تشغيل المقابر لمؤسسات متخصصة ذات خبرة في مجالات التجهيز والدفن، وتأمين المستلزمات الضرورية، إضافة إلى تهيئة الكوادر الوظيفية المؤهلة في مهام التشغيل والتنفيذ، وتحسين أداء خدمات المقابر.
المقابر التاريخية في السعودية
تتميز السعودية باحتضانها عددًا من المقابر التاريخية الإسلامية القديمة، التي ما زالت تستقبل الجنائز ويُدفن فيها الموتى، ومنها مقبرة المعلاة، التي تُعد إحدى أقدم المقابر في شبه الجزيرة العربية، حيث تحتضن جثمان أولى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها.
ومن المقابر البارزة والقديمة في السعودية مقبرة البقيع، الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة،وتضم جثامين نحو 10 آلاف صحابي، منهم صاحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخليفته الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام، عدا خديجة بنت خويلد، وميمونة بنت الحارث، التي يوجد قبرها منفردًا ضمن مقبرة مخصصة في حي النوارية بمكة المكرمة.
مقابر الحضارات والممالك القديمة في السعودية
تضم السعودية عددًا من المقابر التاريخية الشاهدة على حضارات وممالك تاريخية قديمة، من ضمنها مملكة كندة الأولى، التي تقع مدافنها في قرية الفاو الأثرية جنوب شرقي محافظة وادي الدواسر التابعة لمنطقة الرياض، بنحو 150 كم.
وتُعد مقابر مملكة كندة الأولى من أقدم المقابر العائلية الجماعية في شبه الجزيرة العربية، وتعود لأشخاص وأسر ذات مكانة مرموقة اجتماعيًّا وسياسيًّا في تلك الحقبة.
وتضم الفاو مقابر مخصصة للنبلاء، حيث يتكون كل قبر من غرفتين، إحداهما غربية والأخرى شرقية، يتوسطهما مهبط مخصص للنزول إلى القبر، يصل عمقه إلى 3.5م، كما تحتوي القرية على مقابر عامة الناس، وتتشابه في تصميمها مع المقابر الإسلامية، وبُنيت بالأدوات نفسها المستخدمة في بناء بيوت القرية، وتضم مقابرها مجموعة من الجرار المدفونة مع الأموات.
ومن المقابر الأثرية أيضًا مدافن موقع ثاج الأثري في مدينة الجبيل بالمنطقة الشرقية، التي عُثر فيها على مجموعة من الحلي والذهب والياقوت الثمينة، والمعروفة باسم "كنز ثاج" الأثري، والذي اكتشف في عام 1998م، وهو عبارة عن قناع من الذهب اللماع، وعقود، وتلبيسات من الذهب وتمثال صغير لامرأة وخاتمين من الذهب، مرصعين بياقوت أحمر محفور.
ويرجح أن هذا المدفن يعود إلى الحقبة الهلينستية. وتشير المعلومات التاريخية والأثرية إلى أن الاستيطان في منطقة ثاج يعود إلى العصور الحجرية، وازدهر خلال الفترة من عام 332 ق.م تقريبًا وحتى القرن الأول الميلادي.
الممرات الجنائزية في المقابر الأثرية السعودية
تحتوي بعض المواقع الأثرية في السعودية، على ممرات جنائزية تاريخية، أنشئت قبل نحو 4500 عام، وتتركز تلك الممرات بشكلٍ خاص حول محافظة خيبر التابعة لمنطقة المدينة المنورة، وتشكل إحدى أكثر المناظر الطبيعية الجنائزية ذات الكثافة المرئية مقارنةً بقريناتها حول العالم.
وسجّلت السعودية في نتائج بحوثها التاريخية والأثرية أكثر من 17,800 مدفن حجري على شكل قلادة ضمن مناطق الدراسة الأولية في محافظتي العلا وخيبر، حيث يُشكل نحو 11,000 من هذه المدافن جزءًا من الممرات الجنائزية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة