الآثار في منطقة جازان، هي البقايا المادية وتَرِكات الحضارات الإنسانية القديمة في منطقة جازان، جنوب غربي المملكة العربية السعودية، إذ اكتشفت فيها مواقع أثرية تُشير إلى حقب زمنية متباينة.
آثار منطقة جازان في عصور ما قبل التاريخ
تمتلك منطقة جازان تنوعًا بيئيًّا أكسبها أهمية حضارية في مختلف فترات ما قبل التاريخ، إذ تضم بيئات عديدة، منها: البيئة البحرية، والبيئة السهلية ممثلةً بسهول تهامة، إلى جانب مناطق سباخ ملحية، ومناطق تنتشر فيها الصخور البركانية، والأودية الرئيسة التي تخترق المنطقة، منها: وادي بيش، ووادي السر، ووادي جازان، كما تضم مواقع أثرية عدة تعود إلى فترات حضارية متنوعة.
- الحضارة الألدوانية، عُثر على دلائل وجود الحضارة الألدوانية في جنوب شبه الجزيرة العربية بما فيها منطقة جازان، إذ إن المقومات المعيشية للاستيطان المبكر في المنطقة مهيأة، إلى جانب ملاءمتها لتعايش الجماعات البشرية بسبب توافر الموارد الغذائية الساحلية والبرية.
- الحضارة الآشولية، من المواقع التي تعود إلى الحضارة الآشولية في المنطقة موقع شرق أبو عريش، وموقع جبال عكوة، وموقعان في وادي جازان، وموقع مفرق محايل، ويوضح نمط انتشارها أن النواحي المعيشية والاجتماعية كانت قائمة على مصادر الغذاء البحري، والمتمثل في صيد الأسماك والتقاط المحار والقواقع.
- الحضارة الموستيرية، تميزت معثورات الحضارة الموستيرية بكثرة مواقعها، وتحمل بعضها سمات آشولية، كما شاع استخدام أسلوب الليفلواز في مواقع أخرى، وتضم المعثورات أنواعًا متعددة من الشظايا الحجرية، إضافة إلى النوى القرصية والمحدبة الشكل، والمسننات والمكاشط المصنوعة من الرايولايت والكوارتزيت والصخور البركانية المتوفرة في المنطقة.
ومن المواقع الأثرية موقع السهي، وهي قرية صغيرة يعتمد سكانها على مهنة الصيد، وُجدت فيها معثورات من القطع الفخارية، مثل: السلطانيات مختلفة الشكل والحجم، وأوانٍ غير عميقة بثلاث أرجل، وعدد من الجرار المتنوعة والأواني والفناجين الصغيرة، وعدد من الرحى الحجرية المختلفة، أظهرت نتائج التنقيب والدراسات أن موقع السهي يمتد تاريخه إلى الألف الثاني ق.م.
آثار منطقة جازان في عصور ما قبل الإسلام
تحتل جازان جزءًا مهمًا من سهول تهامة ما بين الحجاز شمالًا واليمن من الجنوب، ولارتباطهما بصلات دينية وتجارية كانت جازان تمثل منطقة عبور وانتقال مما أكسبها أهمية تاريخية واقتصادية، تشكلت منها طرق التجارة والحج بين اليمن والحجاز مرورًا بجازان، ومنها: طريق تهامة المعروف "الطريق الساحلي"، والطريق الوسطي المسمى "الجادة السلطانية"، التي كانت تعبرها القوافل التجارية وفقًا لمسارات محددة يلتقي بعضها بعضًا في نقاط معينة.
آثار منطقة جازان في العصور الإسلامية والحديثة
تنتشر في منطقة جازان مواقع ومعالم تاريخية تعود إلى العصور الإسلامية، منها:
- الشرجِة، وهي مدينة إسلامية ساحلية، تعد من الموانئ التي كان لها صلات تجارية مع موانئ اليمن والحجاز والحبشة، وتقع آثارها في الوقت الحاضر في ساحل الموسم بالقرب من الحدود السعودية اليمنية، عُرفت المدينة كمحطة من محطات طريق الحج الساحلي، وميناء يخدم إقليم المخلاف السليماني، وتشير الدلائل إلى أن المدينة عاشت حتى القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، ومن آثارها مقبرة واسعة المساحة، وأساسات وحدات معمارية، وبقايا حجرية يرجح أنها لمبان متهدمة، وبالقرب منها خور مستطيل من ناحية البحر، توجد فيه أحجار متراصة، يرجح أنها كانت تشكل رصيف المرسى أو أحد مرافقه.
- موقع غرب أبو عريش، وهو جزء من قرية الحرة غربي محافظة أبو عريش، عُثر فيه على أساسات لأبنية طينية، كما احتوى على نوعين من الفخار، الأول: فخار مطلي على طينة حمراء، والثاني عليه رسوم أُنجزت باليد من النوع المسمى "السلادان الصيني" وهو نوع من الفخار متقن ورقيق ودقيق الصناعة، كما عثر على كسر من أوانٍ صنعت بالحجر الصابوني، يعود تاريخ الموقع إلى 300 عام.
- الجامع الكبير، يقع في مدينة أبو عريش وهو مستطيل الشكل وله 18 قبة، مقسّم من الداخل إلى أربع بلاطات تفصلها ثلاثة صفوف من الأعمدة، وزُينت جدرانه بالزخارف الجصيّة الغائرة، ويعود تاريخ بنائه إلى 300 عام.
- قلعة أبو عريش العسكرية، وهي من القلاع الحصينة في المنطقة، تقع داخل مدينة أبو عريش، وهي مربعة الشكل طول ضلعها 40 م، تتكون من أبراج دائرية في الأركان، وفي الجزء العلوي من الجدار الخارجي توجد فتحات للمراقبة والدفاع، استخدم في بنائها "الآجر" وهو الطوب المحروق، ويعود تاريخها إلى 200-300 عام.
- مواقع أسفل وادي جازان، تحتوي دلتا وادي جازان على عدد من المواقع الأثرية ومنها: العدينة، والمنارة، والمنجارة، أقدمها العدينة وهي قرية مطمورة في الوقت الحاضر، والمنارة ملاصقة لها وهي تلال رملية تغطيها كسر فخارية وزخرفية يمتد تاريخها من الألف الأول قبل الميلاد حتى العصر العباسي، وموقع المنجارة الذي يحتوي على نماذج فخارية إلى جانب العثور على دراهم فضية منها درهمان يعودان إلى العصر الأموي، وموقع الريان بالقرب من قرية تحمل الاسم نفسه، عُثر فيه على مجموعة من الكسر الفخارية باللون الأزرق والأخضر، وفوهات زجاجية وقواعد ومقابض من الفخار المدهون، ويمتد تاريخه من أواخر الألف الأول قبل الميلاد حتى العصر العباسي.
- مدينة جازان العليا، تقع آثار مدينة جازان العليا إلى الشمال الشرقي من مدينة أبو عريش، تُعرف باسم "الدرب"، ازدهرت المدينة وبنيت قلعتها المعروفة "الثريا" في عهد مؤسس الأسرة القطبية في 842هـ/1438-1439م، كما عثر فيها على نقوش شاهدية.
المعالم الأثرية في منطقة جازان
تتنوع المواقع الأثرية في منطقة جازان بين المدن والبلدات الأثرية، والقلاع والبيوت والمساجد، والصخور والأعمدة والفخاريات، والكتابات والنقوش والزخارف.
وتحتوي جزر فرسان، التي يعود تاريخها إلى نحو 9 آلاف سنة مضت، والواقعة على بعد 40 كم عن مدينة جازان في الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر،على عدد من المواقع الأثرية، منها جبل لقمان، الذي يتكون من حجارة ضخمة متهدمة، تدل على وجود قلعة قديمة، وبقربها بعض المقابر القديمة، كما يقع بيت الجرمل في جزيرة قماح، إضافة إلى عدد من البيوت الأثرية كبيت الرفاعي، فيما يحوي وادي مطر جنوب جزيرة فرسان صخورًا كبيرة عليها كتابات حِمْيَرِيَّة،أما قرية القصار الأثرية فتضم أكثر من 400 منزل مبنية من الحجارة والطين.
القلاع الأثرية في منطقة جازان
تشتهر منطقة جازان بقلاعها الأثرية، ومنها قلعة الدوسرية المطلة على البحر الأحمر، إحدى القلاع البارزة في المنطقة بوصفها متحفًا سياحيًا في أعلى قمة جبل وسط مدينة جازان، يرجع تاريخها إلى فترة سقوط الأندلس، تقع على ارتفاع 200م تقريبًا، وعلى مساحة 900م2 تقريبًا،وتتكون من دورين وأربعة أبراج أسطوانية الشكل، ويتخلل الأبراج وجدرانها العديد من الفتحات المستخدمة للأغراض العسكرية، إلى جانب المتاريس الجنوبية والغربية التي أُضيفت لتكون خطوطًا أولية دفاعية، ويدل موقعها على أنها كانت مركزًا للمُراقبة،إضافة إلى قلعة الحمى وقلعة الخطم.
المصادر
وكالة الأنباء السعودية.
قناة الإخبارية.
سلسلة آثار المملكة العربية السعودية. كتاب آثار منطقة جازان. 2003م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة