قصر الإمارة في نجران

قصر الإمارة في نجران، هو قصر تاريخي في مدينة نجران جنوب المملكة العربية السعودية، اكتمل تشييده عام 1363هـ/1944م، واستغرق البناء فيه عامين، وشيده أمير نجران الأسبق تركي بن ماضي، وكان الهدف من بنائه أن يكون مقرًّا لإمارة منطقة نجران ولبعض الإدارات الحكومية، وبقي القصر مقرًّا للإمارة حتى عام 1378هـ. وصُمم بنمط يعبر عن فنون البناء التراثية القديمة للمنطقة.

يقع قصر الإمارة التاريخي في وسط نجران، وتحديدًا في حي أبا السعود، واستخدم في بنائه الطين والحجارة، وجذوع النخيل والأشجار، ويمتد القصر على مساحة تصل إلى 6252م2، ويتكون من ثلاثة طوابق. وإضافة لكونه مقرًّا للإمارة اتخذ منه أمير نجران آنذاك مقرًّا للسكن مع عائلته، كما كان سكنًا لمرافقيه، إضافة إلى مقار الإدارات الحكومية، ومنها المحكمة الشرعية، وقسم اللاسلكي.

يضم قصر الإمارة في نجران مسجدًا، وبئرًا بنيت جدرانها من الحجارة، وترجع البئر إلى عصر ما قبل الإسلام،طوي الجزء السفلي منها باللبن المحروق، بينما أكمل الجزء العلوي منها أثناء عملية الترميم التي نفذتها الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا)، وغطيت بأسياج حديد تمنع سقوط الأشياء فيها، وتسمح لزوار القصر بمشاهدة ما بداخلها. 

كما يحتوي القصر على مستودعات وعدد من غُرف السكن والجلوس بلغت نحو 60 غرفة، خصصت بعضها لمقر إمارة المنطقة، وبعضها لاستقبال الضيوف، وأعدت غرفة لتكون مجلسًا لأمير المنطقة وقتها، إضافة إلى بناية منفصلة في القصر خُصّصت لسكن المرافقين، ويتكون السكن الخاص من 17 غرفة و6 مستودعات، كما يضم مبنى منفصلًا لسكن الوكيل ومبنى للأخوياء، مكونًا من 12 غرفة، ويحتوي الطابق العلوي على أربعة أبراج دائرية في الأركان للمراقبة والحراسة، كما يوجد مبنى للبرقيات والبريد.

يعد قصر الإمارة في نجران حاليًّا من المباني التاريخية التي تتوسط الأسواق الشعبية في نجران، كما أنه من المعالم البارزة في المنطقة، وأنشئت ساحة خارجية أمام القصر على مساحة واسعة، وأصبح مقرًّا لأصحاب المهن الحرفية واليدوية ليمارسوا فيه أعمالهم، إذ تضم المنطقة المحيطة به عدة أسواق، منها: سوق الجنابي والصناعات الجلدية التراثية، ومحال بيع الفخاريات، وخياطة وبيع الثياب التراثية للرجال والنساء.

رممت الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا)، قصر الإمارة في نجران في عام 1429هـ/2008م، مستخدمة نفس المواد الأولية التي بُني بها، فيما أنشأت أمانة منطقة نجران ساحة أمام القصر، وأجرت أعمال تحسين وتجميل للساحة، لتصبح المنطقة مقر إقامة الفعاليات التراثية والشعبية، والأنشطة والبرامج السياحية، مثل: العروض الشعبية، والمسابقات الثقافية، والاجتماعية، والرياضية، وتنظيم أنشطة وبرامج لذوي الاحتياجات الخاصة، ليصبح القصر وجهة لزوار المنطقة والسياح.

للمحافظة على المباني التراثية من الانهيار بسبب العوامل الطبيعية، عملت هيئة التراث على إعادة ترميم وصيانة قصر الإمارة، واستُخدمت المواد الأساسية نفسها التي بني بها عند إنشائه، حتى يبقى القصر شاهدًا على تاريخ وثقافة المنطقة.

وتنظم هيئة التراث فعاليات احتفائية في قصر الإمارة في نجران، إذ أقامت في عام 1445هـ/2024م، احتفالًا باليوم العالمي للتراث العالمي 2024، تضمنت الفعاليات عروض الضوء والصوت على مباني القصر، بهدف إبراز التراث الوطني، واستحضار المواقع التاريخية.