مركز عبس، هو مركز من الفئة "ب"، يقع في جبل القوس بمحافظة المجاردة، في منطقة عسير جنوب غربي المملكة العربية السعودية. يتكون من عشرات القرى، منها قرية الفقهاء، التي تشتهر بالزراعة، وإنتاج العسل، والطقس المعتدل، وتحتوي على معالم تاريخية، كما تتميز منازلها وقصورها وحصونها بطراز عمارة قديمة.
أسس مركز عبس عام 1401هـ/1981م، ويقع في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة المجاردة على بعد 35 كم، يحده من الشمال والغرب مركز العرضية الجنوبية بمحافظة العرضيات بمنطقة مكة المكرمة، ومن الجنوب مركز ختبة التابع للمجاردة، ومركز وادي زيد بمحافظة النماص، ومن الشرق مركز السرح، ومركز بني عمرو بمحافظة النماص، وكذلك مركز آل سلمة بمحافظة بلقرن.
تبلغ مساحة مركز عبس التاريخي نحو 200 كم²، ويبلغ عدد سكانه نحو 15 ألف نسمة، يتوزعون على 45 قرية، ويتميز بموقعه الجغرافي، ومطلاته، وقُربه من السراة بمسافة لا تزيد على 13 كم. ويتميز بالأجواء الدافئة في الشتاء والربيع، والاعتدال في الصيف والخريف، وكثرة الأمطار، لا سيما في فصلي الصيف والخريف، ويقصده الزوار من محافظات منطقة عسير، خاصة تنومة والنماص التي ترتبط بمركز عبس بعدة عقبات، أهمها تلاع.
قرى مركز عبس
يزخر مركز عبس بعدد من القرى، والقصور، والحصون التراثية التاريخية القديمة، والمصاطب، والمدرجات الزراعية. ومن القرى التراثية: عبس، والفقهاء، والعروض، والقيسه، وظهير، وآل شواف، وبني غزوان، وبني قيس، والحبيل، والحضن (في آل عمار)، والحبيل (في الحصنة)، وآل مهري، وآل غبيش، وآل ضهير، والذفراء (بالحصنة).
وعرفت قرية الفقهاء منذ مطلع القرن الحادي عشر الهجري بالحركة العلمية، وتخرج فيها قضاة، ودعاة، وأئمة، ووعاظ، وخطباء. وفي بداية الدولة السعودية الأولى، وُجّه بعض قضاتها وعلمائها إلى مناطق القبائل المجاورة لمركز عبس، مثل: محافظة النماص، والقُرى التابعة لها، لتعليم أبناء تلك القبائل أمور دينهم، والقراءة والكتابة، والحكم بينهم بشرع الله.
وتتميز قرية الفقهاء التراثية بموقعها الجغرافي، وإطلالتها على جميع قرى وأودية مركز عبس، وتشتهر بمبانيها التاريخية القديمة، وحصونها وقصورها، ونقوشها القديمة الدالة على حركة العلم النشطة في تلك الفترة، إذ يغلب على معظم النقوش البعد الديني، فمعظمها دوّنت بعد القرن الحادي عشر الهجري، وتشمل توثيقًا لأسماء بعض أعلام المكان، وأدعية بالرحمة وطلب نزول الأمطار.
فن العمارة في مركز عبس
تتميز قرى مركز عبس بفن العمارة القديمة، إذ كانت تُبنى المنازل، والقصور، والحصون بالحجارة، وتسقف أسطحها بجذوع الأشجار، مثل: شجر النمي، الذي كان يقطع، ثم يوضع أثناء البناء وسط المنازل لحمل السقف، ويسمى بـ"الدعمة"، وقد توضع جذوع أشجار السدر، كي تخفف الحمل على المنزل.
تتكون بعض المنازل والقصور من عدة طوابق، ولها عدة أقسام، هي: السرحة، والعلو، والسفل، والداخلة، والوشية، والقترة. والعلو هو الطابق العلوي، والسرحة هي الصالة أو الحوش، أما السفل فهو الدور الأرضي، وتسمى غرفة النوم الداخلة، والوشية هو المطبخ، والقترة هي مكان الإضاءة، الذي يحتوي على الأثافي، التي توقد فيها النار للطبخ. وتحتوي البيوت على سلالم حجر (داخلية وخارجية)، للتنقل داخل المبنى الواحد أو للصعود إلى السطح، وربما تربط هذه السلالم بيوت الجيران. وكمعظم المواقع التراثية في منطقة عسير، تبرز أحجار المرو ضمن مظاهر الاعتناء بالشكل الجمالي للقصور أو البيوت التقليدية في مركز عبس.
واعتمد البناء على مواد أولية من الطبيعة المحيطة، إذ استخدم فيه الأحجار الصلبة التي تشتهر بها الجبال المحيطة بالقرى، مضافًا لها الطين الممزوج بالماء مع العشب الجاف. وتتميز بعض القصور التي كان يسكنها الأثرياء وشيوخ القبائل بطلائها بالجص الأبيض، الذي ما زالت آثار صناعته واستخلاصه ظاهرة للعيان في عدة أودية تابعة لمركز عبس منها: وادي البيضاء، ووادي مرحب، ووادي بشما، ووادي ساقين، ووادي خيرة، ووادي براد، ووادي وثنه.
الزراعة في مركز عبس
تتوزع على جنبات أودية مركز عبس مزارع حبوب الذرة، وأشجار الحمضيات، والمانجو، والموز، والتمور. وتشتهر عبس بإنتاج أحد أجود أنواع العسل، وهو السدر. وتُظهر الآثار والمعالم التاريخية والمواقع الطبيعية البكر التي يحويها مركز عبس عراقة المكان، الذي يحوي مقومات السياحة، التي تؤهله لأن يكون مقصدًا للزوار، خاصة في فصلي الشتاء والربيع.
الاختبارات ذات الصلة