تم نسخ الرابط بنجاح

الآثار في منطقة عسير

saudipedia Logo
الآثار في منطقة عسير
مقالة
مدة القراءة 6 دقائق

الآثار في منطقة عسير، هي مجموع البقايا الماديَّة وتركات الحضارات الإنسانيَّة القديمة التي اكتُشفت في منطقة عسير، جنوب غربي المملكة العربية السعودية. 

التشكيل الجيولوجي لمنطقة عسير

تشكل منطقة عسير جزءًا من الدرع العربي، الذي يعود تاريخ صخوره إلى عصر ما قبل الكمبري، وهي صخور نارية ومتحولة مثل الجرانيت والبازلت والكوارتز والشست، إلى جانب الصخور الرسوبية، وتضم جزءًا من سلسة جبال السروات، وقممها التي يتجاوز أعلاها ارتفاع 3,000 م عن سطح البحر، وهو جبل السودة.

وينحدر الدرع العربي غربًا نحو ساحل تهامة، يتخلله عدد من الأودية كوادي بيش، ووادي حلي، ووادي عتود، ووادي بيشة، ووادي تثليث، وتشغل هضبة عسير الشمال الشرقي من المنطقة، ويمتد جزء من صحراء الربع الخالي في جنوبها الشرقي.

الأدوات الأثرية في منطقة عسير

عثر في منطقة عسير على مجموعة من الأدوات الأثرية من مكاشط ورقائق وقطع مدببة، وأدوات ثنائية الوجه وثلاثية السطوح، ومستديرة، وسواطير وقواطع وفؤوس تعود للعصر الأشولي، في وادي تثليث ومحافظة ظهران الجنوب، وهي تشبه مواد تعود إلى العصر الموستيري عثر عليها في بئر حمى بمنطقة نجران، بينها نويات أحجار عادية ومدببة، وأنصال مصقولة، ومثاقب. 

واكتشفت في منطقة القرحا الجبلية أدوات عديدة من الزجاج البركاني الأسود، وأخرى مصنوعة من الكوارتز، وأدوات صوانية عتيقة.

ووجدت في وادي تثليث مواد ترجع للعصر الحجري الحديث، مصنوعة من أحجار الصوان والشيرت والحجر الأخضر والريوليت، وقطع تشبه الأزاميل المدببة والمثقوبة، وكِسر أوانٍ من الحجر الصابوني، ورؤوس السهام، وأدوات مشابهة لنفس الفترة في المنطقة الممتدة بين جبال السودة وظهران الجنوب.

واكتشف في موقع جرش الأثري العديد من الأنماط الفخارية، ومصنوعات الحجر الصابوني المختلفة والكسر الزجاجية.

ويعد وادي واض جنوب شرقي محافظة أحد رفيدة من المواقع الغنية بالمكتشفات من القطع الحجرية الصوانية، بالإضافة إلى وجود بقايا معمارية تتمثل في دوائر حجرية كبيرة، تتراوح أقطارها بين ( 3-5م) ربما تمثل مساكن بدائية تعود للعصر الحجري الحديث، وبقايا معمارية تمثل أساسات مبانٍ من الحجر، تنتشر بينها كميات كبيرة من الكسر الفخارية، تمثل أجزاء من أبدان وحواف وقواعد ومقابض لأوانٍ مختلفة. 

وفي موقع المربع قرب محافظة أحد رفيدة، عثر على أدوات حجرية تمثل فؤوسا يدوية وشفرات ومكاشط تعود للعصر الأشولي.

كما وجدت مجموعات من الأدوات الحجرية والصوانية في وادي العجمة، وشعبة الهرير، وبنو هيف، والصفق.

النقوش الصخرية في وادي تثليث. (واس)
النقوش الصخرية في وادي تثليث. (واس)

القرى الأثرية في منطقة عسير

يضم موقع العسران جنوب محافظة خميس مشيط أكثر من 30 منشأة دائرية، من بينها جدار متقن مشيد من جلاميد الجرانيت يقسم المنطقة إلى شطرين، وإنشاءات تمثل مقابر ركامية تحتوي على غرف محددة المعالم، بعضها مذيلة تنتشر في مرتفعات عسير ووادي تثليث وبيشة وظهران الجنوب.

وفي وادي ترج قرب محافظة النماص، اكتُشفت مجموعتان من المدافن المستطيلة، بعضها يتكون من طبقتين لكل منها باب مفتوح، مصنوعة من ألواح حجرية مختارة بدقة، ومجموعة مقابر أخرى تحتوي على حفرة دفن منحوتة بالصخر ومسقوفة بألواح حجرية طويلة.

وتنتشر في منطقة عسير قرى على دروب التجارة ينتمي بعضها لفترة ما قبل الإسلام، واستمرت خلال العصر الإسلامي، مثل موقع جرش بمحافظة أحد رفيدة، الذي يضم أطلالًا لمبانٍ تعكس تأثيرات حضارة شبه الجزيرة العربية، وبرك الغماد التي لا تزال آثار أسوارها ظاهرة حتى اليوم، ومقابر على هيئة قباب بدائية غير مرتفعة،وضنكان التي بقي من آثارها مقبرتها وركام منازلها ومسجد، وبيشة التي يوجد فيها منجم العبلاء الأثري، وسوق قديم، وعدد من البرك الأثرية مثل حوطة مطوية.

المساجد الأثرية في منطقة عسير

تتوزع المساجد القديمة على عدد من المدن والمراكز في منطقة عسير، منها مسجد الثويلة في محافظة ظهران الجنوب، ومسجد قرية صدر إيد "صدريد" في محافظة النماص الذي لا يزال بحالة جيدة، وبه محراب مؤرخ بسنة 170هـ/786م، ومسجد العاسرة في بلاد بني عمرو بمحافظة النماص المشيد عام 190هـ/806م،ومسجد أثري بقرية آل السحامي غرب محافظة ظهران الجنوب يعود تاريخه إلى عام 1169هـ/1755م، ومسجد أثري في قرية الحرجة القديمة التابعة لمحافظة ظهران الجنوب يضم زخارف إسلامية على قطع جصية، وعلى جانبي المدخل كتبت الشهادتان بخط ديواني بأسلوب الحفر البارز داخل إطارين مستطيلين.

الرسوم والنقوش الصخرية في منطقة عسير

استوطن الإنسان في منطقة عسير منذ آلاف السنين، وكانت الرسوم الصخرية والكتابات أحد أنشطته، عثر على عدد منها في المنطقة، تعود تواريخها لفترات مختلفة، منها نقوش ظهران الجنوب، ونقش جبل مريغان في وادي تثليث بالخطوط السبئية، الذي يؤرخ لحملة أبرهة الحبشي (الأشرم) ضد قبيلتي معد وبني عامر من كندة، ونقوش جبل العش بمحافظة البرك، ونقش جبل عيمة بمحافظة النماص، ونقش شاهدي في ضنكان، ونقش بادية بني عمرو، ونقش قرية بني قشير في محافظة النماص،ومجموعة نقوش ورسوم صخرية آدمية وحيوانية في بني رزام في جبل السر، ورسوم لغزلان وخراف في موقع ألفية بقرية تبالة.

المباني التاريخية في منطقة عسير

تضم المنطقة عددًا من الحصون والقلاع والقصور التاريخية، منها نحو 10 حصون تحيط بقرية زمرة في مركز خثعم، مبنية من الحجارة المتراصة بأسلوب هندسي مميز، بعضها يرتفع لأكثر من 20م.

وتنتشر في وادي عيا، أحد أودية مركز بللسمر، مجموعة من القصور والحصون التي يصل ارتفاع بعضها إلى 5 أدوار، زينت بأحجار المرو البيضاء، وتوجد أعداد من الحصون الدائرية المبنية من الحجر والطين في مدينة أبها ومحافظات خميس مشيط وأحد رفيدة وسراة عبيدة، والحصون المربعة المبينة من الحجر فقط في وادي عيا والنماص وبلقرن، والمباني الحجرية في رجال ألمع، والمباني المشيدة بالحجر والطين في أحد رفيدة وسراة عبيدة، ويضم موقع الحباجية  بئرًا قديمة مطمورة تعرف ببئر الحباجية، وعددا من الأبنية الحجرية الدائرية، تتراوح أقطارها بين 4 إلى 6 م، مشيدة بألواح حجرية، يعود تاريخها إلى أواخر العصر الحجري الحديث.

وعثر في موقع البغبغ شمال محافظة تثليث على مجموعة من المدافن الأثرية المختلفة في الشكل والحجم منها نوع دائري الشكل، وآخر مربع، إضافة إلى نوع ثالث مركب التكوين، يرجح أن تاريخها يعود إلى الألف الثاني والأول قبل الميلاد، وفوق قمة جبل بجاد مجموعة من المدافن الدائرية، يبلغ قطر بعضها مترًا، وارتفاعها 3م، ومنها نوع يتكون من أكوام حجرية بقطر متر تقريبًا، متصلة بذيول من الأحجار المتراكمة، يصل امتداد بعضها إلى 45م، يعتقد أن تاريخها يعود إلى الألف الثاني أو الألف الأول قبل الميلاد.

وفي موقع شمسان، اكتشفت عدد من المدافن الحجرية، تمثل رجومًا كبيرة شيدت أساساتها بألواح حجرية، وجدرانها ما زالت قائمة، وتنتشر في الموقع بعض الكسر الفخارية ذات بطانة حمراء اللون، يرجع تاريخ الأدوات الحجرية إلى نحو الألف الثالث قبل الميلاد، أما الفخار فيرجع إلى الألف الأول قبل الميلاد، كما وجدت بموقع المخمسة بعض الأساسات لمبان مشيدة من الكتل الحجرية بأشكال مستديرة، وأخرى مستطيلة، وثالثة مربعة، ويرجع تاريخ هذا الموقع على الأرجح إلى الألف الثالث والثاني قبل الميلاد.

قلعة شمسان في أبها. (سعوديبيديا)
قلعة شمسان في أبها. (سعوديبيديا)

وعند قاعدة جبل عرفا شرق محافظة تثليث، تظهر أساسات معمارية لمبانٍ، ودوائر حجرية، ورجوم مرتفعة إضافة إلى منطقة تغطيها الرمال، عثر فيها على مجموعة كبيرة من الكسر الفخارية، ويرجع تاريخ هذا الموقع إلى الألف الأول قبل الميلاد، واكتشفت في قمة جبل حمومة بقايا أساسات لمبنى صغير، تبلغ مساحته 15×10م مشيد من جلاميد ضخمة ملئت الفراغات فيما بينها بالدبش، ويضم الموقع 3 غرف على الأقل ممتدة بالطول، حوله كمية من الفخار البني ذي البطانة الحمراء.

ويقع قصر شدا وسط مدينة أبها، وأُنشئ بتوجيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث تم الانتهاء من بنائه عام 1348هـ/1929م، استخدم مقرًا لإمارة أبها آنذاك "منطقة عسير"، رُمم في عام 1407هـ/1987م، وحُوّل إلى متحف للمأثورات الشعبية، ويعد القصر أنموذجًا مميزًا للعمارة التقليدية بالمنطقة، حيث بُني من الحجارة، مع تغطية الجدران بطبقة من الحصى من الداخل والخارج، ويتكون من أربعة أدوار يصل بينها درج.

وتقع قلعة شمسان شمال شرق مدينة أبها، شيدت في الفترة بين 1331هـ -1337هـ، بنيت من أحجار ذات واجهات مسطحة، وتحتوي على 3 أبراج مراقبة.

القرية التراثية في محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير

تقع محافظة رُجال ألمع غرب مدينة أبها بمنطقة عسير، وتضم قرية رُجال التراثية مباني مشيدة بصورة متلاصقة من الحجر، تتألف من أحياء عدة مثل: زُر، والهيامة، والمناظر، والحيفة، والكدحة، وعسلة، كانت عاصمةً لإمارة حلي في عهد موسى الكناني عام 732هـ/1332م، مكونة من مجموعة من الحصون التراثية الحجرية، يتراوح ارتفاعها بين 3 إلى 7 أدوار يمثّل كلّ دور وحدةً سكنية، ومن حصونها: الرياض، ورازح، وآل جابر، وآل مسمار، وآل حواط، تعد بمثابة ثكنة عسكرية لتحصينها العالي، وتضم مسجدًا يتكون من ظلة القبلة وخلفها الصحن سمي "الصوح"، مسقوف من الجهتين الشرقية والغربية، ويضم المسجد ملحقًا استخدم لعقد الاجتماعات، وضيافة الحجاج والزائرين، ويُسمّى "المنزالة"، وتتكون القرية في عمرانها من شوارع ضيقة وساحات واسعة.