تم نسخ الرابط بنجاح

مقامات العرضة السعودية

saudipedia Logo
مقامات العرضة السعودية
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

مقامات العرضة السعودية، هي مقامات تُلحن بها قصائد العرضة في المملكة العربية السعودية، وذلك وفقًا للسلم الموسيقي الشرقي. وتصاغ غالبية قصائد العرضة وتُلحن وفق مقام موسيقي يسمى "السيكا"،مع زيادة في التشكيل الإيقاعي في نهاية العرضة عندما يتجه المؤدون نحو القائد، رافعين سيوفهم.

مقام السيكا في العرضة السعودية

يعد مقام السيكا من المقامات البارزة التي تعتمد عليها العرضة السعودية، ويرتكز في السلم الموسيقي على نغمة السيكا، وهي النغمة التي تميز الموسيقى العربية عن مثيلاتها من موسيقى الحضارات الأخرى، مثل الحضارة الأوروبية التي تستخدم في ألحانها مقامات كبيرة وصغيرة ذات أنصاف الأبعاد، وحضارات الشرق مثل الصين واليابان، والموسيقى الأفريقية التي تستخدم السلّم الخماسي، وكلها مقامات لا تحتوي على ثلاثة أرباع المسافة اللحنية، التي لا توجد إلا في الموسيقى العربية. وتتضح بوجه خاص في المقامات المشتقة من درجة السيكا، وهي القاسم المشترك في ألحان العرضة السعودية، مثل مقامات: الهزام، والمايا، وراحة الأرواح، والعراق، والشعار "المستعار".

المسار اللحني في العرضة السعودية

يتبع شاعر العرضة مسارًا لحنيًّا يبدأ من غير إيقاع، يسمى "الحُوربة"، أو "الحوارب"، و"البيشنة"، و"الشوباش"، وهي أن يلقي شخص من ذوي الأصوات الجهورية بيتًا شعريًّا بصوت عالٍ، واضعًا يديه على أذنيه، إعلانًا عن بداية العرضة، بما كان يمثل قديمًا دعوة عامة للمشاركة في القتال، وتجمّع المقاتلين في صفوف العرضة، أما الآن فأصبحت الحوربة دعوة للمشاركين، استعدادًا لأداء العرضة. 

تكون قصيدة العرضة من الشعر العامي على البحر الطويل أو المتوسط أو القصير، ويغلب عليها غرض الحماسة، وأحيانًا غرض الفخر والوصف، ولا تتجاوز 10 أبيات في الغالب، وكانت تُلقى قديمًا من قبل مؤلفها "الشاعر"، يبدؤها بإلقاء البيت الشعري، ثم تردّد بعده صفوف العرضة ذلك البيت في مجموعات، وفق لحن معين.

وعندما ينتهي ترديد مجموعة الشاعر الذي "يشيل" القصيدة، تردّد بعدها المجموعة الأخرى الرد مرة ثانية، يحدث في هذه الأثناء نوع من "الهيتروفونية"، وهي أقل مرحلة من مراحل تعدد الأصوات في القصيدة، والشكل المبسّط الذي يستخدم عادةً في الألحان الشعبية في كل أنحاء العالم، ويحدث ذلك بالتحديد عند مدّ الكلمة الأخيرة من الشطر الأول على درجة "السيكا"، وتدخل حينها نغمتا السيكا والنواة في اللحن.

وبعد تكرار البيت الأساسي عدة مرات تدخل طبول التخمير، ثم بعد عدة "موازير" تدخل طبول التثليث، ولا يختلف المسار اللحني عن مساره منذ بدء القصيدة، ويزداد التشكيل الإيقاعي عندما يصل العازفون إلى النهاية، وتسمى "الزميّة"، حيث يتجه المؤدون نحو القائد، رافعين سيوفهم إليه، ويرددون أبياتًا معيّنة تتضمن الولاء والنصرة له.