تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
حمام الحرم المكي
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

حمام الحرم المكي، يُعرف أيضًا بـ"حمام الحِمى"، ويطلق عليه سكان مكة "حمام رب البيت"، هو حمام مدينة مكة المكرمة، ويمثّل معلمًا من معالمها، يحظى بمعاملة خاصة حيث لا يجوز لأي كان -سواء كان مُحْرِما أو غير مُحْرِم- قتله أو تنفيره.

وكثيرًا ما تغنى الشعراء بحمام الحرم المكي في قصائدهم، وضُربت به الأمثال.

أصل حمام الحرم المكي

ينفرد حمام الحرم المكي بجنسه غير المختلط بغيره، وقد اختلفت الروايات في أصل حمام الحرم، فأشار محمد بن عبدالله الأزرقي إلى أنه يعود لنسل طير الأبابيل التي رمت أصحاب الفيل، وذكر السيوطي قولًا بأن أصلها يعود إلى الحمامتين اللتين عششتا على غار ثور حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. والبعض ذكر أن أصوله تعود إلى سلالة أوروبية، ولكن ذلك لم يثبت.

صفات حمام الحرم المكي

تتميز هيئة حمام الحرم المكي باللون الرمادي المائل للاخضرار أو الأزرق المائل إلى البياض، مع ميلان لون المنطقة من الرأس إلى الرقبة للزُّرقة الشديدة والبروق، ولطرف أجنحته وذيله لون أسود لا يظهران في غيره من الطيور، ويتشابه حمام الحرم المكي في هيئته.

عناية أهل مكة والزوار بحمام الحرم المكي

اعتاد الزوار من المعتمرين والحجاج تقديم الماء والحب لحمام الحرم المكي، ابتغاءً للأجر.

وعناية أهل مكة وزوارها بالحمام المكي ليست عادة حديثة، حيث بدأت منذ عصور قديمة. وجرى توثيق أشكال هذه العناية في العديد من الكتب، فذُكر أنه في زمن الجاهلية تحت جبل أبي قبيس في جهة مكة الشرقية، وُجدت بئر يطلق عليها بئر الحمام، ويجتمع عندها عدد كبير من حمام الحرم ليشرب ثم يحلق إلى حيث أراد.

 وفي العصر الحديث، خصص مواطن في مكة المكرمة وقفًا يعود ريعه لحمام الحرم المكي، وتم تقييد ذلك في سجلات الأوقاف.

ويحظى حمام الحرم في مكة المكرمة بعناية من قبل الأوقاف المخصصة له، إذ أسهمت بتقديم المأكل والمشرب له، إضافة إلى ما قدمته أمانة العاصمة المقدسة من بناء أبراج مخصصة لإيواء الحمام بعد مغيب الشمس، حيث يقدر عددها بستة أبراج تقع حول جسر الحجون بالقرب من مقبرة المعلاة.

حمام الحرم المكي في التراث المكتوب

من النادر قراءة وصف للبيت الحرام عن رحالة أو أديب دون أن يذكر حمام الحرم،حيث كتب محمد لبيب التبنوني المصري في كتابه بعنوان "الرحلة الحجازية" 1329هـ/1911م، أن "حمام الحرم المشهور بحمام الحمى، يملأ سطوح الحرم ومنافذه وطاقاته، فتجده معششًا هنا وهناك، ويجتمع زرافات زرافات في جهات كثيرة من صحن الحرم، وعلى الخصوص في الجهة الشرقية، وله فيها مكان مخصوص فيه أحواض لشربه، وبجواره مكان يلقى فيه حب القمح المرتب له أوقات مخصوصة. وكثيرًا ما تراه في الجهة الغربية، حيث يوجد غير واحدة من فقراء القوم يبعن حب القمح للحجاج والزوار بقصد إلقائه إلى جيوش هذه الحمامات المستأنسة التي تكاد ترفرف على رؤوس الناس، لأنها لم تعرف منهم في حياتها إلا كل لطف وأنس. وليست هذه الخصيصة قاصرة على نوع الحمام، بل كل حيوان دخل الحرم فهو آمن، وانفراد الحمام بوجوده في الحرم لا أظنه إلا لسهولة أنسه وقلة جفائه".