تم نسخ الرابط بنجاح

الآثار في المنطقة الشرقية

saudipedia Logo
الآثار في المنطقة الشرقية
مقالة
مدة القراءة 8 دقائق

الآثار في المنطقة الشرقية، هي البقايا المادية وتركات الحضارات الإنسانية القديمة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، منها آثار مدينة ثاج الأثرية، التي تعد موقعًا أثريًّا كبيرًا في شرق السعودية، وإحدى الممالك العربية التاريخية التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام.

يعود مسجد جواثا في محافظة الأحساء، للعصر الإسلامي الأول، إذ شُيد في السنة السابعة للهجرة. وتقع إلى الجنوب الغربي من المسجد آثار مقبرة يعتقد أنها لصحابة استُشهدوا في حروب الردة.

آثار العصور الحجرية 

- صحراء الربع الخالي: عُرفت قديمًا باسم "رمال وَبار"، تعد أحد مواطن استيطان البشر القديمة في المنطقة الشرقية، ويعود أقدم آثارها إلى العصر الحجري القديم المبكر، في الفترة ما بين 75 ألفًا إلى 200 ألف قبل الميلاد، وتشمل معثوراتها مجموعة متفرقة من الأدوات الحجرية، من نمط الصناعة الآشولية، وجدت في موقعين، هما: قوينصة "بن عديان"، وآخر بالقرب من جبل أبو مخروق. وخلال الفترة الوسطى من العصر الحجري القديم المبكر، استوطنتها جماعات تركزت حول واحة يبرين والضبطية. 

- واحة يبرين: تنتشر على مساحة واسعة منها آثار لاستيطان البشر، وفي بطن وادي يبرين وعلى سفوح الجبال دلائل على تاريخ يعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى، وهي: أدوات من حجر تنتمي للتقليد الصناعي الذي عُرف في العصر الموستيري، تؤرخ بين 75 ألفًا إلى 35 ألف ق.م، وعُثر على هذا النوع في أربعة مواضع: داخل واحة يبرين، وفي عين الساهي، وفي منطقة الديرة، ومنطقة الضبطية. ووجدت دلائل استيطان جماعات بشر في الواحة خلال العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث، وشهدت خلال عصر حضارة العبيد 5000-4000 ق.م استيطانًا محدودًا. وفي عصور فجر التاريخ ازدهرت الحضارة في الواحة، ومن آثارها الباقية حقول مدافن تلالية، اكتشف منها نحو 1600 مدفن، تتوزع في الجوامير، وأم النصي، وبر السمر، وجبل أبو مخروق.

- واحة الأحساء: تعد من الواحات الطبيعية الكبيرة في الشرق الأوسط، تضم عيون مياه جارية منذ القدم، من أقدمها عين قناص، التي يعود تاريخها إلى 4300 سنة ق.م. وتعود بعض المواقع حول مدينة الهفوف، والطرف، والعيون، والكلابية، وجواثا، والمبرز، وقرية المطيرفي، إلى ما بين 5000-3000 ق.م. عُثر في الواحة على أنواع بدائية من أدوات زراعة حجرية، صنعت بتنقية تؤرخ بنهاية الألف الرابع ق.م، كما ضمت الواحة أحد مواقع حضارة العبيد، التي تنتمي إلى العصر الحجري الحديث، مما يشير إلى فترات استيطان مستمرة في الواحة. وبنهاية عصر حضارة العبيد قبل 3100 ق.م، بدأ عصر حضاري اتصلت فيه المنطقة مع مراكز الحضارات الكبرى في بلاد الرافدين ودلمون، وعُثر على آثار استيطان نشط في عدة أماكن منذ أواخر الألف الرابع والألف الثالث ق.م، أظهرت تطورًا زراعيًّا وحضاريًّا في المنطقة، من هذه الأماكن: مواقع جنوب قرية الطرف، والجنوب الشرقي من جبل دخنة، وجبل الأربع، والخرماء، وشمالي جبل بريقة الشمالي، وشرقي جبل بريقة الجنوبي، وجواثا، ورأس قرية. ومن مواقع الألف الثالث ق.م مستوطنة أم الرماد شرقي مدينة العيون، التي ضمّت دلائل عمارة واضحة.

- موقع عين قناص: هو أكبر مواقع حضارة العبيد في السعودية، تنتشر على سطحه كسر أواني الفخار، على مساحة 2 كم2. وتشير أعمال التنقيب إلى وجود 14 طبقة سكنية متتابعة، تمثل مراحل استيطان البشر. وتتكون المستوطنة الرئيسة من رأس بئر عين قديمة، تنتشر حولها مجموعات متناثرة من البيوت المستديرة، وعشش مبنية من جريد النخل وأعواد القصب، مغطاة بقطع من الحصير، فيها ملاحق مخصصة لتربية الحيوانات، ويعود تاريخ المستوطنة إلى فترة ما قبل حضارة العبيد المبكرة، التي تعود جذورها إلى ما بين 7265-5515 ق.م، ويمتد الاستقرار في الموقع حتى عام 3100 ق.م.

- موقع الدوسرية: ينتشر على سطح الموقع عدد من كسر أواني الفخار، على امتداد أفقي بطول 2 كم، وتعود شهرة الموقع إلى اكتشاف أنواع بدائية من فخار حضارة العبيد المبكرة، تؤرخ بنهاية الألف السابع ق.م، ويختلط هذا النوع مع أدوات مصنوعة من حجر الصوان، تضم مكاشط، وسكاكين، ورؤوس سهام، ومخارز، ومثاقب صغيرة. واكتشف أن موقع الدوسرية يتكون من سبع طبقات، تمثل سبع مراحل استيطان، ويعود تاريخ الاستيطان في الموقع إلى نهاية الألف السادس ق.م، وهي فترة تنتمي إلى حضارة العبيد المبكرة، وتمتد حتى نهاية منتصف فترة العبيد.

- موقع عين السيح: تمثل آثار عين السيح بقايا مستوطنة قديمة، ويضم بقايا جدران مبنى دفاعي، على مرتفع يتوسط الطرف الشرقي من الموقع، يُعرف محليًا بـ"القلعة"، وتنتشر حوله مجموعة من مباني الطين. يمثّل الموقع أحد مواقع حضارة العبيد في المنطقة الشرقية. ويتزامن مع آثار موقع الدوسرية، وبالقرب من الموقع عدد من المدافن التلالية، يُميّزها صغر حجمها مقارنة بمثيلاتها في جنوب مدينة الظهران. وتشير الآثار إلى أن عين السيح كانت مستوطنة مزدهرة منذ عصر حضارة العبيد 4100-3500 ق.م وامتدادًا حتى الألف الثالث ق.م.

- موقع أبو خميس: يضم الموقع مجموعة آبار مياه قديمة، وسبعة تلال أثرية مرتفعة، وإلى جوارها قلعة دفاعية، بنيت في عصر متأخر قبيل توحيد السعودية، وتنتشر على سطح الموقع أصداف مختلطة بكسر من أواني الفخار، إلى جانب مواد أثرية متنوعة مكونة من مجموعة من الأدوات الحجرية، تنتمي إلى العصر الحجري الحديث. وكشفت الدراسات الأثرية أن الموقع يعود إلى عصر حضارة العبيد في الفترة بين 4100-3800 ق.م، ويمتد الاستيطان في الموقع إلى العصور الإسلامية.

- جزيرة جنة: تضم الجزيرة عددًا من المواقع الأثرية، منها: موقع ينتمي إلى عصر حضارة العبيد، يمتاز بكثرة كسر أواني الفخار الملونة، التي تميّز فخار حضارة العبيد.

آثار عصور فجر التاريخ

تمثل عصور فجر التاريخ العصور الحجرية المعدنية، وهي الفترة التي تقع بين 4000-2500 ق.م، وارتبطت آثارها بالبدايات المبكرة للكتابة، المتمثلة في الرسوم والمخربشات الصخرية، وطوّر فيها الإنسان مستوطناته الأولى إلى قرى كبيرة،ومن مواقعها:

- قلعة تاروت: شُيّدت القلعة فوق أنقاض أساسات مبانٍ قديمة، تعود إلى الألف الثالث ق.م، وتتوزع المعثورات على أربعة أدوار تاريخية، تمثّل مراحل استيطان يعود أقدمها إلى فترة حضارة العبيد الثانية، واستمرت حتى الألف الثالث ق.م، وقت حضارة دلمون التي يعود أحدثها بالموقع إلى فترة باربار المتأخرة، وعليه فإن موقع القلعة يعود إلى الفترة 4300-500 ق.م.

- موقع فريق الأطرش: هو أحد الأحياء القديمة التي تضمها جزيرة تاروت. وتشير المعثورات في هذا الموقع إلى أنه يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

- موقع مدافن الظهران: يضم الموقع مستوطنة كبيرة، وإلى جوارها حقل مدافن تلالية، تحوي 900 مدفن، وأظهرت دراسة محتويات المدافن ونمط تخطيط عمارتها وهندستها، أنها تؤرخ بثلاث فترات زمنية، يعود أقدمها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، بينما يصل تاريخ الفترة الثانية إلى الألف الثاني قبل الميلاد، واستمر الموقع خلال الفترة الثانية حتى نهاية القرن السادس الميلادي.

- موقع الرفيعة: كشفت المعثورات في مستوطنة الرفيعة أنها تنتمي إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهي فترة متزامنة مع حضارة الجرهاء العربية، كما أشارت الدلائل إلى نمط مستمر من الاستيطان، يمتد في الفترة بين 2400-300 ق.م.

- مدافن الربيعية: يتكون الموقع من حقل مدافن قديمة تشكل تلالًا دائرية، وتشير المعثورات إلى أن الموقع يؤرخ بفترتين، يصل تاريخ أقدمها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، بينما الفترة الثانية إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.

- مدافن بقيق: أظهرت أعمال التنقيب في الموقع معثورات تنتمي إلى عصر فجر السلالات، ويُرجح أن تاريخها يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويمتد حتى نهاية الألف الأول قبل الميلاد.

- موقع ومستوطنة رأس قريّة: تشير المعثورات في الموقع إلى أنه كان مستوطنة نشطة خلال الألف الأول ق.م، واختير موقعًا محتملًا لمدينة الجرهاء المفقودة، نظرًا لقربه من مدافن منجم الملح في بقيق.

آثار عصور ما قبل الإسلام 

هي فترة تاريخية ممتدة ما بين 2300 ق.م-600م، بدأ في هذه الفترة استقرار البشر، ونمت المدن والمستوطنات، وبرز الإسهام الحضاري لعدد من المدن، وازدهرت حضارة محلية عُرفت بحضارة دلمون. وفي منتصف الألف الأول ق.م، ظهرت مملكة الجرهاء، ومن مواقعها:

- مدافن عين جاوان: يتكون الموقع من مستوطنة واسعة المساحة، على سطحها بقايا رؤوس جدران من حجر وطين، مغطاة بطبقة لياسة جصية بيضاء، وتنتشر فيها سلسلة من المدافن التلالية.وتظهر نتائج الدراسات على المواد الأثرية، أن الموقع يؤرخ بالفترة الممتدة من 700 ق.م-600م.

- موقع ثاج: يضم الموقع بقايا مدينة متكاملة محاطة بسور خارجي، وفي خارجها بقايا مبانٍ عدة، ومدافن، وآبار مطوية بالحجارة. وكشفت الدراسات الأثرية عن خمس مراحل سكن رئيسة مؤرخة بالفترة بين 300 ق.م-300م، بينما يصل تاريخ أقدم المدافن في ثاج إلى 500 ق.م.

- موقع عينين: يعود تاريخ الموقع في أقدم مراحله إلى الفترة ما قبل العصر الإسلامي في 500 ق.م-300م، وامتد حتى عصر الإسلام المبكر.

- موقع طوي الشلب: يضم الموقع مجموعة تلال أثرية منبسطة، في أعلاها بقايا مستوطنة أثرية تضم ركامًا وأساسات لمباني ووحدات عمارة حجرية، وتظهر في الموقع آثار رسوم هندسية، ونقوش لحيوانات على واجهات الجدران المكشوفة.

- موقع الدفي: يضم الموقع أكوام حجارة متناثرة، كما تنتشر على سطحه كميات من كسر الفخار، ويحتضن الموقع مستوطنة عربية قديمة، اكتشفت فيها أجزاء مبنى شُيّد بمواد بناء متقنة، وتظهر الدراسات أن الموقع يتزامن مع فترة ازدهار الممالك العربية الوسيطة، ما بين 300 ق.م حتى نهاية 300م.

آثار العصور الإسلامية

تضم المنطقة الشرقية معالم أثرية عدة تعود للعصور الإسلامية، منها: مسجد جواثا، الواقع في محافظة الأحساء، الذي بناه بنو عبدالقيس بعد إسلامهم، وذلك في السنة السابعة للهجرة، وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة بعد المسجد النبوي.

- ميناءُ العقير الأثري: وهو أول ميناء بحري في شرق السعودية على ساحل الخليج العربي، كان بوابة الوصول إلى وسط السعودية، ومَنْفذًا لاقتصاد الدولة قبل تأسيس ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، وهو الأمر الذي منح ميناء العقير رمزية تاريخية، أدت إلى تسجيل مبنى الجمارك التابع له في السجل الوطني للآثار.

- ميناء دارين: يطل ميناء دارين - أو ميناء المسك والعنبر سابقًا - على ساحل بلدة دارين في الطرف الجنوبي من جزيرة تاروت في الخليج العربي، وهو يعود إلى ما قبل العصر الإغريقي، وكان قديمًا أحد منافذ التجارة المهمة لنقل البضائع من الهند، ومحطة للسفن والقوارب المحملة بالبضائع إلى الخليج، وعبره وصلت منسوجات الحرير من الصين.

القصور الأثرية في المنطقة الشرقية

تحوي المنطقة الشرقية قصورًا أثرية عدة، منها: قصر إبراهيم الأثري، الذي يعود بناؤه إلى عام 963هـ/1555م، وهو من المعالم الأثرية في الهفوف، بعمارته المبنية على طراز عربي إسلامي عصري. يضم عددًا من المنشآت العسكرية. وقد جدد بناءَه إبراهيم بن عفيصان عام 1216هـ/1801م، ونسب بعض المؤرخين القصر إليه، وفي عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أضيف إلى القصر طراز عربي إسلامي، متمثلًا في أقواس شبه مستديرة وقباب، وطراز عسكري بأبراج ضخمة، وبثكنات الجنود.

ويبرز قصر صاهود الأثري الذي بني في القرن السابع الهجري في مدينة المبرز، وهو مُحاط بسور عالٍ يضم سبعة أبراج مراقبة، وفيه مسجد وبئر، وقبو، وإسطبلات خيول، إضافة إلى عدد من الغرف، وساحة مفتوحة، سمي بصاهود نسبة إلى مدفع كبير نُصِب فيه.

وتضم المنطقة أيضًا: قصر المجصة، وقصر أبو جلال، وقصر المحيرس، وقصر المبرز، وقصر خزام، ومبنى القلعة، وقصر أجود، وقصر الوزية، ومبنى برج أبو زهمول، ومبنى الخان، الذي اتُخذ منذ بداية القرن السابع الهجري مكانًا لاستراحة المسافرين ودوابهم.، إضافة إلى قصر الكلابية، والفخرية شرق الهفوف، ومسجد الحسن، ومسجد التهيمية.

متاحف المنطقة الشرقية

تتوزع في الشرقية متاحف عدة، تُسهم في تعريف الزوار بتاريخ المنطقة وآثارها، وتعرض مجموعة من القطع الأثرية، من هذه المتاحف: متحف الدمام الإقليمي، ومتحف الأحساء الوطني، ومتحف أبو ردحة، ومتحف البوعبيد، ومتحف الدانات، ومتحف السعيرة، ومتحف النعاثل، متحف الفلوة والجوهرة للتراث.والمتحف المائي، ومتحف دار التراث، ومتحف الخليفة، ومتحف وليد الناجم.