الإسلام

الإسلام، هو آخر الرسالات السماوية، أرسل به خاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دعا إلى توحيد الله وعبادته، وكتابُه المقدّس القرآن الكريم، ويعتنقه نحو ملياري مسلم حول العالم، ويُعرف أتباع تعاليمه وشريعته بالمسلمين، ويطلق على الدول التي تعتمد الإسلام دينًا أساسيًّا في تشريعاتها ونظمها "الدول الإسلامية".

أول ظهور للإسلام كان في مكة المكرمة، وفيها قبلة المسلمين "الكعبة المشرفة" التي تتوسط المسجد الحرام، وتقع مدينة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية.

بعث الله نبيه محمدًا بالدين الإسلامي بعد انتشار الضلال، لإعادة الناس للوجهة الصحيحة بتوحيد الله وتصديق رسله وأنبيائه، فضلًا عن الإيمان بهم، والدعوة إلى عبادة الله وحده. 

بدأ تاريخ الإسلام عندما حمل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسالته في غار حراء بمكة المكرمة  وهو في الأربعين من عمره، ولبث في دعوة الناس إليها سرًّا ثلاث سنين،  قبل أن يعلن الدعوة جهرًا، ويستمر في ذلك 10 سنين قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.

لقي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم النصرة في أول أمره من نفر بمكة عُرفوا لاحقًا باسم المهاجرين لأنهم هاجروا إلى المدينة، ثم نصره نفر من أهل يثرب (المدينة لاحقًا)، عُرفوا بسبب ذلك باسم الأنصار، حيث عرض عليهم النبي الإسلام بالعقبة في منى، ودعاهم إليه فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة، ودعوا قومهم إلى الإسلام، فنشأ الإسلام فيها، حتى لم تبق دار فيها إلا ودخلها الإسلام.

أسلم الأنصار وهم أهل المدينة، واستطاع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال 10 سنوات من هجرته إلى المدينة أن ينشئ أمة، ويقيم دينًا، ويضع تشريعًا، ويربي جيلًا، ويؤسس حضارة إسلامية ازدهرت قرونًا واستمرت حتى اليوم.

القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع في الإسلام. (واس)

يعد القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع في الإسلام، تليه السنة النبوية التي تُعنى بما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من أعمال وعبادات، وأقوال ومبادئ إنسانية واجتماعية، ثم إجماع العلماء، والقياس.

يمثل القرآن الكريم أهمية كبرى لدى المسلمين؛ لأنه كلام الله عز وجل المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقراءته من أكثر أسباب الأجر وحصد الحسنات التي تؤدي لرضا الله ودخول الجنة، وهو الذي يقرأ منه المسلمون في صلواتهم الخمس كل يوم وليلة، وفيه كثير من الأحكام الشرعية والعبادات وقصص الرسل السابقين مع أقوامهم، وأساليب التعامل بين المسلمين وربهم، إضافة إلى كيفية التعامل مع البشر، والدعوة إلى التواضع مع كبار السن والبر بالوالدين، والرفق بالضعفاء.

تعد السنة النبوية كل قول أو فعل أو تقرير من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إذ يعد قدوة المسلمين ورسولهم الذي بعثه الله إليهم ليعلمهم أحكام دينهم، ويرشدهم لأحسن الأخلاق، وينهاهم عن المنكرات وسيئات الأعمال.

المسجد الحرام بمكة المكرمة ويظهر برج الساعة. (سعوديبيديا)

المسجد النبوي بالمدينة المنورة. (واس)

في الإسلام ثلاثة مساجد مقدسة هي: المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس.

مكة المكرمة انطلقت منها دعوة الإسلام على يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتضم المشاعر المقدسة والمسجد الحرام الذي تتوسطه الكعبة المشرفة، أول بيت وضع للناس وقبلة المسلمين التي يتوجهون إليها للصلاة كل يوم، ويقصدونها حجاجًا ومعتمرين.

تعد المدينة المنورة ثاني المدن المقدسة في الإسلام، هاجر إليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعاش ودُفن فيها، وتضم مسجده النبوي، وهي المدينة التي شهدت تشكّل الإسلام بجميع أركانه الخمسة، ويقصدها المسلمون للصلاة في حرمها، وزيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقع المدينة المنورة غربي المملكة العربية السعودية.

يمثل المسجد الأقصى في فلسطين ثالث أقدس المساجد لدى المسلمين، إذ يضاعف أجر الصلاة فيه إلى 500 صلاة، وهو المكان الذي أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إليه من المسجد الحرام، ويقع في مدينة القدس.

للإسلام خمسة أركان، وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأداء الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وصوم شهر رمضان، ودفع الزكاة لمستحقيها، وتأدية شعيرة الحج في مكة المكرمة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.

للإسلام ثلاث مراتب، أولهن الإسلام، ثم الإيمان وهو أعلى من الإسلام، وأخيرًا الإحسان الذي يعد أعلى مراتب الدين.

فُرضت على المسلمين خمس صلوات واجبة على كل مسلم بالغ عاقل في كل يوم وليلة،  يتوجهون عند أدائها إلى الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، وتسمى القِبلة، وتؤدى الصلاة في أي مكان طاهر وقت دخول موعدها، ويحج المسلمون إلى مكة المكرمة خلال أيام محددة من شهر ذي الحجة كل سنة هجرية، ويصومون أيام شهر رمضان، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كما يدفعون كل عام جزءًا من أموالهم للفقراء والمساكين، ويسمى ذلك الزكاة.

ويمارس المسلمون حياتهم وفقًا لأحكام شرعية مكتسبة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يطلق عليها: الفقه الإسلامي، وهي أحكام توضح علاقة العبد بربه من خلال العبادات، وعلاقته بالناس عن طريق المعاملات.

لم يترك نبي الإسلام خيرًا إلا دل عليه، ولا شرًّا إلا حذر منه، ويتميز دين الإسلام بالحكمة البالغة، والحجج المقنعة، وله غايات نبيلة في كل ما يقضيه من تشريع لأتباعه بمختلف فئاتهم المجتمعية.

ونص القرآن الكريم والأحاديث الشريفة على أهمية الأخلاق، وقال الله عز وجل مخاطبًا نبيه "وإنك لعلى خلق عظيم" (القلم:4)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

ومن تعاليم الإسلام دعوة الناس لمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، والاستقامة على الأعمال التي يحبها ويرضاها الله سبحانه وتعالى، كما يحذر من الأعمال الذميمة والأخلاق السيئة.

ودعا الإسلام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى الإيمان بالله ورسله، كما عزز أهمية الجود والإنفاق والإيثار والكرم، إضافة إلى التزام الصدق والتقى والإحسان في القول والعمل، والابتعاد عن الكذب والنفاق، كما شدد على ضرورة نشر المحبة والتواصي بالخير، والتعاون على البر والتقوى، وذم الغيبة والتحاسد والمشاحنة، والغش والخيانة، وشهادة الزور.

ويهتم الإسلام بتعزيز سلوكيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويدعو أتباعه لتحقيقها في حياتهم اليومية بالطرق الحميدة والأساليب الحسنة، ودلت على ذلك عدة آيات من القرآن الكريم، منها قول الله تعالى في سورة يوسف: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي" (يوسف:108)، وقول الله تعالى في سورة آل عمران: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران:104).

وشدد الإسلام على ضرورة أداء الأمانة، وعدم كتمان الشهادة، كما دعا إلى خمس ضرورات تتمثل في: الحفاظ على النفس، والعقل، والمال، والدين، والعرض، ومدح الخضوع لله، والتواضع مع الناس، والاستقامة في القول والعمل، والصبر على المصائب، والخشوع والطمأنينة في العبادات.

تنص المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في السعودية على أن المملكة العربية السعودية، دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وتعمل السعودية عبر وزارتها للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على الدعوة للإسلام وتوجيه الناس إليه من خلال التوسع في إصدار الكتب الإسلامية وتعميق أواصر المحبة بين الشعوب؛ لإظهار المثل والقيم السامية للدين الإسلامي، وتحقيق مزيد من السلم والعدل في العالم الإسلامي وجميع أنحاء العالم.

وتبذل السعودية جهودًا في تنظيم الفعاليات الدولية الداعمة للقضايا الإنسانية على مستوى العالم الإسلامي وبقية الدول الصديقة من مختلف أنحاء العالم، كما تقيم المحاضرات والندوات، وتسخّر وسائل الإعلام والتقنيات المعلوماتية الحديثة للتعريف بفضائل الإسلام ومحاسنه، عبر عدد من الدعاة المتخصصين في العلوم الشرعية والمؤثرين داخل السعودية على المستويين الداخلي والخارجي.

وتصدر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية عددًا من الكتب التي تعرف بالإسلام وأحكامه بلغات عالمية متعددة، وتتيح تحميلها إلكترونيًّا لجميع الراغبين في معرفة أسس الدين الإسلامي والأحكام والأخلاق التي يدعو إليها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، كما تطبع مجموعات كبيرة توفرها للزوار والمعتمرين ومراكز الدعوة والإرشاد في منافذ الدخول والخروج من السعودية، وتدعم بها المراكز الإسلامية في مختلف العالم ودول الأقليات المسلمة.

بعض تراجم معاني القرآن الكريم التي يصدرها مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة. (واس)

يجد القرآن الكريم الذي يمثل كتاب المسلمين اهتمامًا لدى المملكة العربية السعودية تلاوةً وتجويدًا وحفظًا وفهمًا ونشرًا، من خلال مواصلتها لطباعته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إضافة إلى دعمها لنشر علوم القرآن، وكل ما يتعلق بالسنة النبوية المطهرة، كما تدعم وترعى الجمعيات المتخصصة في تحفيظ القرآن، وتشجع على الاستفادة من الخدمات المخصصة لحفظ القرآن وتجويده وتعلم أحكامه والعناية به، كما تنظم عددًا من المسابقات المحلية والدولية في مجالات القرآن والسنة النبوية.

ويعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أحد أذرع السعودية لنشر الدين الإسلامي وأحكامه، إذ يترجم معاني القرآن الكريم لأكثر من 77 لغة، إضافة إلى نشر القرآن بخطوط متعددة، فضلًا عن إصدار نسخ مخصصة للحواسيب والهواتف، ولغة الإشارة.

ويهدي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الحجاج نسخة من القرآن الكريم، كما يوفر أحجامًا متعددة تتناسب مع مختلف الفئات العمرية، تساعد الكبيرة منها ضعاف النظر وكبار السن في قراءة القرآن الكريم وتمييز حروفه وكلماته.

على مستوى المنظمات العالمية تعد منظمة التعاون الإسلامي الجهة الدولية المعنية بقضايا الإسلام، ودعم مصالحه والدفاع عنها في إطار دعم السلم وزيادة مستوى العلاقات بين الدول الإسلامية وبقية شعوب العالم، وهي أكبر منظمة دولية بعد منظمة الأمم المتحدة، إذ تحمل عضويتها 57 دولة في أربع قارات عالمية.

وتمثل مدينة جدة في المملكة العربية السعودية المقر الرسمي للمنظمة وعقد فيها عام 1390هـ/1970م، أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية.