قلعة الفرع، أو قصر البنت، هي إحدى القلاع التاريخية في المملكة العربية السعودية، تقع بالقرب من محافظة وادي الفرع التابعة لمنطقة المدينة المنورة على بعد 10 كم جنوب بلدة العيص. يطلق على القلعة "قصر البنت" وتعبر عن الفن المعماري القديم، وتبلغ أبعادها 28م طولًا و25م عرضًا.
يرجح أن يعود تاريخ قلعة الفرع إلى بقايا إحدى القلاع اللحيانية التي حكمت فيها مملكة لحيان العلا والمناطق المحيطة منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى مئتي عام قبل ظهور المسيح عليه السلام، وحتى ظهور مملكة الأنباط.
مساحة قلعة الفرع
توحي مساحة القلعة بأهميتها في حماية الطرق التجارية المتجهة للساحل، وكذلك الأراضي الزراعية الخصبة للمنطقة، إذ تصل مساحتها إلى نحو 700 م2، وبارتفاع يتجاوز خمسة أمتار، ويحيط بموقع القلعة سياج معدني، وتسهل مشاهدتها من خلف السياج مع انتشار أشجار النخيل من كل جانب.
بناء قلعة الفرع
بنيت قلعة الفرع والمباني الملحقة بها من الخارج ومن الداخل بالحجر البركاني الذي ُجلب من جبال الحرة المجاورة، والذي نحت على شكل قوالب مسـتطيلة ومربعة تقـدر أبعادها بنحو 30×30 سم، وبعض الجدران بنيت من الحجر البازلتي المقطوع من الجبال القريبة من الموقع، أما مادة البناء فتتكون من الطين والجص، وتصل سماكة بعـض جدران القلعة إلى أكثر من متر وتنقص إلى النصف في الطابق العلوي.
عناصر قلعة الفرع
تنتشر في قلعة الفرع الأقواس الحجرية والدقيقة الصنع، ويبدو ذلك على نوافذ القصر وحوله، إذ تتخذ شكل أقواس مفردة قاومت عوامل الزمن والزلازل، رغم تصدع وتهدم العديد من جدران القصر الخارجية والداخلية.
وبجوار القلعة تقع غرفة بنيت من الحجارة يعتقد أنها استخدمت للمؤونة والتخزين، بينما يعتقد البعض أن القلعة هي إحدى قصور أثرياء مملكة لحيان، وأن الغرفة استخدمت كسكن لحارسي القصر.
وتشـرف قلعة الفرع الأثرية من الناحية الشرقية على مجرى وادي العيـص، وعلى مقربة من هـذه القلعة وتحديدًا من الناحية الشرقية بئر كبيرة تعد من أقدم آثار المنطقـة وأهمها بعد القلعة.
عمارة قلعة الفرع
فيما يخص عمارة قلعة الفـرع الأثرية، فتتسـم القلعة بوجود ثلاثة مداخل لها أحدها في الناحية الشرقية وهـو الأكبر حيث تقدر مساحته بنحو (4×3م)، ويقع المدخل الآخر في الناحية الشمالية وهو الأصغر، والمدخل الثالث في الناحية الغربية.
ويتميز كل مدخل بعقد تزينه الأقواس الكبيرة والمبنية من الأحجار الجصية ذات اللون الأبيض، ويتقدم كل مدخل عدة درجات، ويعقب هذه الأبواب الرئيسة إلى الداخل أبواب صغيرة تـؤدي إلى ساحة القلعة أو بهوها الذي يتسـم بكونه فناء غير مسـقوف، وتقدر مساحته شمالًا وجنوبًا بنحو 21م، وشرقًا وغربًا بنحو 18 م، وفي منتصف الفناء آثار بئر مطمورة تبلغ مساحة فوهتها نحو 2 م× 2م، وتصل أبعاد الكتل الحجرية التي طويـت بهـا جـدران البئـر لنحو 30 ×30 سم.
طوابق قلعة الفرع
تشير بقايا عمارة قلعة الفرع إلى أنها أن كانت تتكون من طابقين، ويضم الجناح الجنوبي للقلعة أربع حجرات وكذلك الجناح الشرقي، أما الجناح الغربي ففيه ثلاث حجرات، ويقوم الجداران الشـرقي والغربي للبهو على 4 أعمدة من الحجر يصل عرض العمود منها إلى 110 سم، والدخول إلى جميع تلك الحجرات من البهو عدا حجرات الجناح الغربي، يتم الصعود إلى الطابق الثاني عبر سلم حجري جانبي حيث وجد عـدد من الدرجـات التي تؤدي إلى الطابق العلوي.
ويضم الطابق العلوي عددًا من الحجرات من بينها حجرة تضم إحدى الأحجار المنحوتة على شكل حوض ماء له إمداد تصريـف للماء يصل إلى الأرض، وقد نحتت قناة تصريـف للماء بطريقة عمودية داخل الجدار وهو ما جعل بعض الباحثين يرجح أنها دورة مياه كانت ملحقة بالحجرات العلوية، وإلى الناحية الجنوبية للقلعة آثار حجرات مسـتطيلة تتراوح أبعادها بين 10.3×5.66 م، مبنية بحجارة القلعة نفسها، ربما كانت تمثل حظائر للحيوانات.
وعلى نفس الامتدادولكن إلى الجنوب الشرقي يوجد مبنى دائري تتراوح مساحته بين 30 إلى35م ويشبه المدخل الرئيس والوحيد للبناء مدخل القلعة وتعلوه القوس المزينة بالحجارةالبيضاء نفسها التي تعلو مداخل القلعة، وينقسم المبنى إلى جزء خلفي يأخذ شكل نصف دائريويقع فـي مقدمة البناء، وجزء أمامي يأخذ شكل مستطيل وإلى الجهة الشـماليةمنه بني ما يشابه المصطبة من الحجر تعلوها فتحات صغيرة تطل على الخارج كانت للتهوية،ويربـط بيـن قسمي المبنى مدخل كانت تعلوه قـوس مـن الحجـر وسـقطت مع التقادم، وهذا الجزء من مباني القلعة كان يمثل المطبخ.
الآثار في العيص
بخلاف قلعة الفرع، تحتوي العيص على العديد من الآثار، منها حميمة العين وهي حصون قائمة على تل مرتفع كانت تستخدم للمراقبة والثكنات العسكرية، وحميمة الحصين التي تبعد من حميمة العين ثلاثة كيلومترات، وهي حصون للمراقبة بنيت بأحجار من الحرة المجاورة، وحمية رن وتقع على بعد خمسة كيلومترات من حميمة الحصين، وبركة شعيب ويرجع تاريخها لعهد الدولة العباسية، وسوق عورش ويوجد في الحراضة وهو سوق للحدادين والنحاسين في العصور القديمة.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة