تم نسخ الرابط بنجاح

بئر هداج

saudipedia Logo
بئر هداج
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

بئر هداج، تُعرف شعبيًّا بـ"شيخ الجوية"، هي إحدى آبار المياه الجوفية القديمة، تقع في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، وتحديدًا في شمال محافظة تيماء، وتبعد عن مدينة تبوك نحو 265 كم.

تاريخ بئر هداج

تعود بئر هداج إلى مرحلة تاريخية عريقة حيث تُعد من أقدم الآبار بالجزيرة العربية،إذ حفرت وشيدت في منتصف القرن السادس من الألف الأول قبل الميلاد أثناء الاحتلال البابلي لتيماء، وتعرضت البئر خلال تاريخها لكثير من الأحداث فقد اندثرت أيام الملك السموأل بن عاديا الغساني، كما تضررت من الزلزال الذي ضرب تيماء في القرن السادس الهجري، وتعرضت لطوفان خلال القرن السابع الهجري والذي على إثره بقيت البئر مطمورة بالكامل حتى أُعيد حفرها قبل أربعمئة عام تقريبًا.

مسميات بئر هداج

تربط بعض المصادر بين لفظ هدج وبين اسم المعبود (هدد) أو (أدد) إله الماء لدى الساميين وخاصة الآراميين الذين سكنوا تيماء في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، وأن الدال استبدلت بالجيم.

ومن مسميات بئر هداج: عين هداج، القليب، والبئر، الماء، وراعي التسعين غرب، ومروي العطشا.

بئر هداج في الشعر

نظير عطائها على امتداد التاريخ أصبحت هذه البئر مضربًا للأمثال في الكرم، وملهمة قريحة الشعراء، وهناك الكثير من الأبيات الشعرية التي ذكرت بها بئر هداج، سواء بالاسم الأصلي أو بأحد الألقاب، ويأتي السمؤال كأقدم من أشار إلى بئر هداج، وقد ذكر البئر بمسمى "الماء"، وهو حاكم تيماء في القرن الخامس الميلادي، الذي يقول مفاخرًا ببئر تيماء وحصنها:

بنى لي عاديًا حصنًا حصينًا  وماءً كلما شئت استقيت

وفرة مياه بئر هداج

يصل محيط فوهة بئر هداج إلى 65 م، ويتراوح عمقها بين 11 و12 م، وهي مبنية من الحجارة المصقولة، وتحيط بها أشجار النخيل من الجهات الأربعة، وتسقي البئر 100 رأس من الإبل في وقت واحد في أثناء فصل الصيف، وتنقل المياه من داخلها بواسطة 31 قناة حجرية.

تواصل بئر هداج مسيرة عطائها حيث ظلت تحظى بالعناية طوال تاريخها، تستمر في إمداد الأهالي والمزارع والبادية الرحل بالمياه بواسطة السواني حتى عام 1373 هـ/ 1954م، عندما زار الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود مدينة تيماء وأمر بتركيب أربع مكائن حديثة ليتغير الحال منذ ذلك اليوم في هذه البئر إلى الأفضل، فزادت بعدها الإنتاجية وتوسعت تبعًا لذلك الرقعة الزراعية.

ترميم بئر هداج

في عام 1433هـ/2012م، وضع الأمير فهد بن سلطان، أمير منطقة تبوك، حجر الأساس لمشروعات تطويرية في المنطقة المحيطة بالبئر ضمن مشروع الملك سعود لترميم بئر هداج، وإعادتها إلى حالتها التي كانت عليها وجرى تأهيلها لتكون معلمًا سياحيًا مهمًا يؤدي دورًا ثقافيًا واقتصاديًا، وقد عادت لوضعها الطبيعي، وأصبحت كما كانت أهم معلم أثري وتاريخي وسياحي في المملكة، ولا تزال مياهها تنبع إلى الآن، وأضحت مقصد الكثيرين من الزوار والسياح سواء من داخل المملكة أو خارجها.

الاختبارات ذات الصلة

مقالات ذات الصلة