السياحة في منطقة المدينة المنورة

السياحة في منطقة المدينة المنورة، تنشط الحركة السياحية في المدينة المنورة الواقعة غرب المملكة العربية السعودية؛ كونها مقصدًا دينيًا للمسلمين من أرجاء المعمورة، ولما تحويه من أماكن تاريخية وسياحية ومتنزهات. كما تتميز بعدد من المقومات التراثية، إضافة إلى البنية التحتية الخدمية، وتمتاز بمزارعها الريفية التي أسهمت في جذب الزوار، خاصةً مزارع النخيل التي تشتهر بها.

تحتضن منطقة المدينة المنورة المسجد النبوي الشريف، الذي يقصده ملايين المعتمرين والحجاج والزوار من أرجاء العالم، ويحرصون على زيارة المعالم التاريخية والأثرية في المدينة المنورة والصلاة في مساجد قباء والقبلتين والجمعة والفتح والغمامة والإجابة والشهداء والخندق والميقات، إضافة إلى زيارة مواقع المعارك التاريخية بمنطقة المدينة المنورة، ومنها موقعا معركتي أحد والخندق وغيرهما، إلى جانب زيارة مقبرة شهداء أحد بجوار جبل أحد.

من المعالم الجغرافية في المدينة المنورة والمذكورة في السيرة النبوية والمصادر التاريخية والجغرافية جبل عير والجماوات، والأحمية مثل: حمى النقيع، وحمى الربذة، ووادي العقيق، ووادي بطحان، والرانوناء، ووادي القرى.

ومن معالم المدينة المنورة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي تأسس عام 1403هـ/1982م، ويبلغ حجم إنتاجه 20 مليون نسخة سنويًا.

تتربع شمال منطقة المدينة المنورة منطقة الحجر "مدائن صالح" أول موقع تراثي سعودي يُسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تعد من أكثر مواقع الجذب السياحي، ومدائن صالح التي جاء ذكرها في القران الكريم باسم ‌"الحجر" - حاضرة ثمود قوم نبي الله صالح - تقع على بعد 25 كلم شمال شرقي محافظة العلا على الطريق التجاري القديم الذي كان يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها وعلى الطريق الحديدي الحجازي في منطقة جبلية يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيها 778 مترًا.

شيّدت على مدى السنوات الماضية العديد من المعارض والمتاحف التي صمّمت بتقنيات حديثة ومتقدمة في المدينة المنورة، وشرعت أبوابها أمام الزائرين لمشاهدة ما تحويه من معروضات ومجسمات وعروض مرئية متعددة، وباتت تمثّل وجهة لقاصدي المسجد النبوي خلال مواسم العمرة والحج, نظرًا لقربها من المسجد النبوي إذ يتاح الدخول إليها مجانًا.

ويعدّ "متحف السلام" في الناحية الغربية للمسجد النبوي أحد المتاحف البارزة التي تحتضنها المدينة المنورة، وفي الناحية الجنوبية للمسجد النبوي أقيم "متحف ومعرض القرآن الكريم" الذي احتفل في 2019م بتخطي عدد زائريه 5 ملايين زائر قدموا من 143 دولة. وعلى بعد خطوات من مسجد قباء، شيّد "المعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية".

ويتيح متحف سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة للزوار، التعرف على تراث المدينة المنورة، إذ يحتوي المتحف على 14 قاعة تعرض تاريخ المدينة المنورة وتراثها منذ فترة ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.

واحتضنت المدينة المنورة  كذلك العديد من المعارض التي شكّلت وجهة لقاصدي المسجد النبوي من بينها " متحف ومعرض أسماء الله الحسنى" الذي يحاذي المسجد النبوي، ويشهد يوميًا أكثر من 6000 زائر.

تضم منطقة المدينة المنورة عددًا من المتنزهات، منها متنزه البيضاء البري، الذي يشهد إقبالاً لافتًا من هواة التخييم والتنزه ويُعد مقصدًا للكثير من أهالي المدينة المنورة وكذلك الزوار لتوفر العديد من الخدمات الضرورية والترفيهية فيه. وسُميَّ المتنزه بهذا الاسم نظراً للبياض الذي يكسو المنطقة وجبالها المحيطة التي تتصف بالخشونة وبروز الصخور في أرجائها.

تجري في المدينة المنورة أودية عدة كانت شاهدةً على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، منها: وادي العقيق من الجهة الجنوبية الغربية، ووادي بطحان، ووادي قناة من الجهة الشرقية، ووادي مذينيب، ووادي مهزور.

سعيصا لرفع الطاقة الاستيعابية الفندقية بالمدينة المنورة لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030، أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في أغسطس 2022م إطلاق أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة“، في المنطقة الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف.

ويقام المشروع على مساحة إجمالية تقدر بـ 1,5 مليون متر مربع، إذ يستهدف إنشاء 47 ألف وحدة ضيافة، إضافة إلى الساحات المفتوحة والمناطق الخضراء التي تيسر وصول الزوار إلى المسجد النبوي الشريف، وسيتم تخصيص 63% كمناطق مفتوحة ومساحات خضراء من إجمالي مساحة المشروع.