بئر غرس، هي إحدى آبار المدينة المنورة، ويقال لها بئر الأغرس، وسميت بذلك نسبة إلى الغرس من الفسيل والشجر، وتقع البئر بمنطقة قربان شرقي مسجد قباء،بالقرب من تقاطع طريق الهجرة مع شارع علي بن أبي طالب،وتبعد عن مسجد قباء نحو 1500م.
بئر غرس من الآبار المأثورة في المدينة المنورة، وذكرت المصادر التاريخية أنها من آبار النبي صلى الله عليه وسلم، وتحدد المصادر موقعها في قباء، على نحو 1500م إلى جهة الشمال الشرقي من مسجد قباء، وبعد ما جرى من تطوير في المدينة المنورة في العهد السعودي، توصف بأنها تقع بمنطقة قباء، حي العوالي، ولا تزال البئر موجودة.
وتذكر المصادر التاريخية أن بئر غرس حفرها مالك بن النحاط، وهو جد سعد بن مَيْثخ بن الحارث بن مالك بن النحاط، الذي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بداره عند قدومه إلى المدينة مهاجرًا من مكة، وكان سعد بن خيثمة هو مالك البئر في ذلك الزمن، ونسب إلى بئر غرس روايات بأن النبي صلى الله عليه وسلم، قد شرب منها، ودعاؤه لها بالبركة، وثناؤه عليها ووضوؤه منها وإراقة بقية وضوئه فيها، وسكب ما أهدي اليه من عسل فيها، ورؤيته أنه أصبح على بئر من آبار الجنة، فأصبح عليها وبصق فيها، ووصيته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يغسله بسبع قرب منها حين وفاته ونسبته البئر إليه بقوله بئري.
وصف لبئر غرس
تعد بئر غرس، إحدى الآبار النبوية السبع "أريس، غرس، رومة، بئر حاء، بضاعة، البصة، العهن"، وتواترت الأحاديث النبوية في أهمية بئر غرس،ومما ذكره المؤرخون أن البئر كانت وسط الشجر وقد خربها السيل وطمها، وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب، وريحه الغالب عليه الأجون، وأن ذرعتها سبعة أذرع، منها ذراعان من ماء، وعرضها عشرة أذرع.
وخربت بئر غرس، ولم تعد صالحة للشرب، وفي عام 700هـ/1301م، جددت وبعد 182 عاما، اشترى السيد حسين بن الشهاب أحمد القاواني، ما حول البئر من حقول وأحاط البئر بسور، وصنع حديقة للنخيل، وأنشأ سلمًا للنزول في البئر، وبنى مسجدًا،وفتح طريقًا واسعًا للدخول إلى المسجد من الخارج، ثم وقفها للمارين وعابري السبيل، وظلت تلك الحديقة المذكورة عامرة.
وتعد بئر غرس من المواقع التاريخية المهمة التي تعمل حكومة المملكة العربية السعودية على الحفاظ عليها ممثلة ببرنامج خدمة ضيوف الرحمن والجهات ذات العلاقة لتسهيل زيارتها وتقديم معلومات تاريخية دقيقة عنها.
المصادر
وكالة الأنباء السعودية.
هيئة تطوير منطقة المدينة.
إمارة منطقة المدينة المنورة.
رسائل في آثار المدينة النبوية. غازي بن سالم التمّام. 2000 م.
أخبار مدينة الرسول، المعروف، بالدرة الثمينة. محمد بن محمود بن النجار. 1981م.
آثار المدينة المنورة. عبدالقدوس الأنصاري. 1973م.
تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا. أحمد ياسين أحمد الخياري. 1993م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة