الخط العربي في المملكة العربية السعودية، هو أحد الفنون التي تشكّل جزءًا أساسيًّا من ثقافة المملكة العربية السعودية، ورمزًا من رموز هويتها، ويؤخذ به في كل التعاملات اليومية التي تتطلب استخدام اللغة العربية كتابةً أو قراءةً، تهتم المملكة بتعزيز هذا الفن العربي الأصيل عبر تقديم جوائز مخصصة للخط العربي، كما أسست العديد من المراكز المتخصصة للعناية بالخط العربي ومنها: مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي.
العناية بالخط العربي في السعودية
اهتم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود منذ تأسيس المملكة العربية السعودية بالخطوط العربية، وأمر بحفظ الكتب المعلمة لفن الخط العربي والمخطوطات وحمايتها من التلف.
يُطبع القرآن الكريم في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بخط عربي مرسوم باليد ومُحسَّن رقميًّا، ضمن مبادرة هي الأولى في العالم، تهدف إلى إضافة تحسينات جمالية على الخط العربي ببرامج حاسوبية متقدمة.
تتميز لوحات الشوارع الرئيسة والطرق العامة في المدينة المنورة بالخط المدني، أحد الخطوط البارزة في التاريخ الإسلامي، إذ استُخدم "الخط المدنيّ" في النقوش والآثار المكتوبة على الصخور في المدينة المنورة. كما تُدرَّس مناهج الخط العربي في المدارس السعودية مرفقة بشروحات وتدريبات لفن الخط، ومُعدة على أسس من القواعد والأصول.
ومن الخطاطين السعوديين ناصر بن عبدالعزيز الميمون الملقب بعميد الخطاطين السعوديين.
كما تولي دارة الملك عبدالعزيز الخط العربي اهتمامًا كبيرًا استمدته من واقع كونها مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والعالم العربي، لذا قامت بالعديد من الأنشطة في هذا الإطار، منها إقامة دورة في الخط المدني بهدف إحيائه وتطوير استعماله في الوقت الحالي، وتوثيق تاريخه، بالإضافة إلى تدريب مجموعة من الخطاطين على ذلك الخط.
الاحتفاء بالخط العربي في السعودية
قررت وزارة الثقافة أن تسمي عام 2020م - 2021م "عام الخط العربي" ضمن مبادرة أطلقتها للاحتفاء بهذا الفن العربي والإسلامي وإعادته إلى واجهة الحياة اليومية، وخصصت وزارة الثقافة عدد من المبادرات والفعاليات التي تخدم الخط العربي وتكرّس حضور الخط العربي في المجتمع باعتباره فناً إبداعياً يرتبط بالثقافة العربية ويعكس الهوية الحضارية للوطن.
أسست وزارة الثقافة أول منصة لتعليم الخط العربي "منصة الخطاط"، وخلال عام الخط العربي عُرِّبت قمصانُ اللاعبين في المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، لأول مرة في تاريخ الدوري النهائي المحلي حيث استخدمت المملكة خط الثلث لكتابة أسماء اللاعبين على القمصان.
ابتكرت الوزارة كذلك ختمًا خاصًا بعام الخط العربي (2020 – 2021م)، ليُختم به على جوازات السفر في مبادرة تُعدُّ الأولى في هذا المجال عالميًّا.، وتحت مظلة مبادرة "عام الخط العربي"، نظمت وزارة الثقافة فعالية لرسم الجداريات بالخط العربي في عشر مناطق بالمملكة، خلال الفترة من أغسطس 2021م إلى يناير 2022 م، وذلك بالشراكة مع وزارة البلديات والإسكان.
جوائز ومبادرات الخط العربي في السعودية
تهتم المملكة بتعزيز هذا الفن العربي الأصيل عبر تقديم جوائز مخصصة للخط العربي، ففي مهرجان سوق عكاظ السنوي تُعد "جائزة سوق عكاظ الدولية للخط العربي" إحدى أهم الجوائز المحلية، وتُمنح بعد الفوز في مسابقة للخط للأعمال الفنية الأصلية غير المستنسخة، إضافة إلى المسابقات والجوائز التي تقدمها جمعيات الثقافة والفنون والمؤسسات التعليمية والثقافية.
في عام 1434هـ/ 2013م، افتتح مركز "دار القلم" لتعليم الخط العربي في المدينة المنورة، ولاحقًا في 1441هـ/ 2020م، صدرت الموافقة السامية على إنشاء "مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي" في المدينة المنورة، ليكون مركزًا عالميًّا للخط والخطاطين من جميع دول العالم، وتشرف عليه وزارة الثقافة بالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز.
كما دشنت وزارة التعليم، ممثلة في الإدارة العامة للتعليم في منطقة مكة المكرمة، الأولمبياد الوطني للخط العربي والزخرفة الإسلامية في عام 1440هـ/ 2018م، والذي تضمن ورشًا تدريبيةً تعزز مهارات الطلبة في التعليم العام والخاص وفي التربية الخاصة، في مسارات الخط العربي والزخرفة الإسلامية والحروف العربية، ويُمكّن الطلبة من التأهل لمنافسات إقليمية ودولية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة