مسجد الدرع

مسجد الدرع، هو أحد المساجد الأثرية في المملكة العربية السعودية، يقع في المدينة المنورة بين المسجد النبوي وجبل أحد، ومن موقعه هذا أخذ أحد أسمائه "مسجد العدوة" بسبب وقوعه على عدوة الطريق، يُطلق عليه أيضًا "مسجد الشيخين"، والشيخين موضع على الطريق بين المسجد النبوي وجبل أحد على الطريق الشرقية مع الحرة إلى جبل أحد، كما يسمى مسجد البدائع.

اشتهر المسجد باسم الدرع، إذ توقف وبات في موضعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أثناء خروجه لغزوة أحد،وخلع فيه درعه التي كان يرتديها متجهًا إلى المدينة المنورة لقتال من نقضوا العهد معه، اكتسب المسجد قيمته التاريخية من هذه الحادثة وسمي بها.

ولا يبعد مسجد الدرع كثيرًا عن مسجد المستراح أو مسجد بني حارثة، وهو المسجد الذي توقف فيه الرسول وهو عائد من غزوة أحد قريبًا من المدينة المنورة.

يُعد مسجد الدرع من آثار عصر النبوة، إذ انطلق منه الرسول، صلى الله عليه وسلم، نحو أحد الأحداث التاريخية البارزة في السيرة النبوية، وهي غزوة أحد التي وقعت في منتصف شوال من السنة الثالثة للهجرة، بعد أن صلى العصر والمغرب والعشاء، ثم بات فيه وسار متجهًا في اليوم التالي نحو معركة أحد.

ينتصف المسجد بحجمه الصغير وبنائه العتيق تفاصيل قصة غزوة الخندق أيضًا، إذ بدأ منه حفر الخندق حتى وصل إلى منطقة غرب المدينة المنورة تسمى المذات. والشارع المليء بالمباني الحديثة، والذي يقف به مسجد الدرع حتى هذا اليوم، استعرض فيه الرسول جيشه في معركة أحد.

شُيد مسجد الدرع الذي شهد مقدمات معركة أحد، ليكون غير مسقوف في هيئته الأولى، وحتى عام 1400هـ/1980م وصف بأن له قسمين: جنوبي تعلوه قبتان، وجهته الشمالية رحبة، والمسجد مجصص بالحجر الأسود تجصيصًا قويًا منذ أول بنائه، وله باب في ركنه الشمالي الغربي. وكان ضمن تحسيناته وتعهده كإرث، أن أضيف له تكييف مركزي، وغُطي سقفه المكشوف، كما قيس المسجد بتربيعه، إذ كان 10 في 10 أمتار بمساحة (100 م2)؛ ولم تخل يومًا من المصلين ولم تمدد مساحة الأرض حوله.

واستمرت رعاية مسجد الدرع طوال التاريخ الإسلامي حتى العهد السعودي، وخضع المسجد ومحيطه كاملًا لعمليات الترميم والتجديد الشاملة، غير أن كل الأعمال حافظت على هيئته الأولى رغم حداثة المنطقة حوله حاليًا.