بلدة المذنب التراثية

بلدة المذنب التراثية، هي قرية تراثية، تقع في محافظة المذنب بمنطقة القصيم، في المملكة العربية السعودية، يعود تاريخ إنشائها إلى نحو 700 عام، وأعيد تهيئتها، لتصبح أحد المواقع التراثية المميزة في المنطقة، وتعد البلدة أنموذجًا حيًّا وشاهدًا باقيًا على التخطيط العمراني والسكني النجدي الذي كان سائدًا قديمًا.

وُسعت البلدة التراثية وأعيد تأهيلها عام 1438هـ/2017م، لإقامة مهرجان القرية التراثية الثقافي، الذي أقيمت فعالياته الثقافية والفنية في ستة أركان من البلدة.

تضم بلدة المذنب التراثية عددًا من المواقع التراثية، منها: مدرسة ابن دخيل، التي أنشئت عام 1313هـ/1895م، وتقع في الجهة الجنوبية من ساحة البلدة، وما زالت المدرسة تحتفظ بهيئتها الأصلية، ويجاورها سجن المدينة الذي كان يعاقب به المخطئ من قبل قاضي المذنب خلال تلك الفترة، وبيت غيلان، الذي أنشئ عام 1227هـ/1812م، وكان مقرًّا للقضاء في  تلك الفترة، وقصر باهلة المبني في القرن العاشر الهجري، وله بابان، كلاهما في الناحية الشمالية الغربية، ويطلان على المسجد، وسوق المجلس، الواقع شرق قصر باهلة. وقد ارتبط قصر باهلة بالمسجد وبينهما شارع عرضه 8 أمتار.

ويستقبل سوق المجلس الشعبي زواره ليأخذهم في رحلة تاريخية عبر محالّ تقدم مشغولات يدوية من نتاج سكان المنطقة، ويقيم مزادات يومية على قطع أثرية مثل: الأواني التي كانت تستخدم قديماً في الطبخ والتقديم، والتحف والمباخر، وآلة طحن الحبوب والبن -التي تسمى محلياً "الرحى"- والأدوات المنزلية الأثرية، إضافة إلى استعراض الأعمال القديمة كمهنة الحرث وطرق نقل الماء من الآبار.

كما تضم البلدة ساحة تتوزع على محيطها 33 محلًّا، كانت في السابق أسواقًا لمحافظة المذنب لأكثر من 150 عامًا، ثم أصبحت محلات لبيع قطع أثرية، يعرض فيها الباعة أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، إضافةً إلى ساحة أخرى تحيط بالقرية التراثية من كل الجهات، وبئر كان الماء يُستخرج منها من خلال السواني، وهي أداة قديمة لاستخراج الماء من الآبار.

حصلت بلدة المذنب التراثية على جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، كأول مدينة تراثية متكاملة تم تشغيلها دون تدخل أو إعادة بناء بالمواد الحديثة.

وتقدم بلدة المذنب التراثية تجربة محلية متكاملة، إذ تحتضن مهرجانات موسمية تحكي صورة حية من تراث القصيم، وماضيه العبق، عبر رقصات فلكورية، وفنون شعبية تؤدى بشكل مباشر، إضافة إلى عرض حي للممارسات التقليدية في تحضير الأطباق، وتقديم المأكولات الشعبية بأيادي سيدات المنطقة.

تشهد بلدة المذنب التراثية فعاليات ومهرجانات عدة، منها إطلاق لجنة التنمية السياحية بمحافظة المذنب في عام 1438هـ/2017م، مهرجان القرية التراثية في ستة أركان تنوعت بين مسرح الفعاليات والأطفال والسواني القديمة والألعاب الشعبية والأسر المنتجة واللوحة الجدارية، إضافةً إلى المرسم الحر والمتاحف داخل السوق الشعبي والمعارض التراثية بالقرية، وأنموذج بين الماضي والحاضر.

وفي 22 شوال 1443هـ/23 مايو 2022م افتتحت هيئة التراث مواقع تراثية عدة في منطقة القصيم أمام الجمهور، ومنها بلدة المذنب التراثية، في إطار جهود هيئة التراث لرفع مستوى تفاعل المجتمع مع التراث الوطني بمساراته المادية وغير المادية، وزيادة الوعي به، وبأهميته الثقافية والتاريخية.