منحوتة حجر رملي

منحوتة حجر رملي، هي كتلة من الحجر ذات شكل مستطيل، عُثر عليها في وادي الحمض في موقع خريبة دادان في محافظة العُلا بمنطقة المدينة المنورة، وهي من أهم مواقع التراث الثقافي والحضاري في المملكة العربية السعودية، يوجد عليها نحت بارز لصورة لبؤة تقف على قوائمها الأربعة، لها بطن ضامر ووركان مفتولان وذيل مرفوع نحو الأعلى ومعقوف إلى الأمام بشكل دائرة غير مكتملة، ورأس الذيل يتدلى على شكل كرة. ويظهر على جسم المنحوتة مثلثان متخالفان؛ أحدهما رأسه يتجه إلى الأسفل والآخر رأسه يتجه إلى الأعلى، ويوجد مثلث ثالث يظهر عند التقاء اليد بالجسم، وحُفرت خطوط مستديرة على رقبة اللبؤة تتوالى أفقيًا. 

فُقِد جزء من وجه اللبؤة ورأسها، وتظهر العين في الجزء المتبقي باستدارة كاملة، وفي وسطها يظهر بؤبؤها نافرًا، كما فُقد نصفا الأرجل وجزء كبير من الأيدي. ويظهر شبل واقفًا تحت بطن اللبؤة يرضع منها، وحول رقبته خطوط غائرة تتوالى أفقيًا.

الطول: 46 سم.

العرض: 33 سم.

السُمْك: 15 سم.

يعود تاريخ منحوتة الحجر الرملي إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، وتنتمي لحضارة مملكة لحيان.

ويحتفظ متحف قسم الآثار بجامعة الملك سعود بمنحوتة الحجر الرملي، وهي مسجلة برقم 15 د2، ويُعدُّ اكتشاف منحوتة الحجر الرملي للبؤة وشبلها من نتائج أعمال المسح والتنقيب الأثري التي أنجزها قطاع الآثار والمتاحف في المملكة خلال السنوات الماضية، وضمن مكتشفات علماء الآثار السعوديين والبعثات العلمية، وهي إحدى القطع الأثرية المختارة لمعرض روائع آثار المملكة عبر العصور.

برع صانع المنحوتة في توثيق مشهد إرضاع اللبؤة لشبلها بطريقة تُمثّل قدرًا كبيرًا من الواقعية والتعبير الواضح، فظهور اللبؤة في وادي الحمض الذي يحتضن موقع خريبة ديدان، يعكس دلالات بيئية مهمة، من أبرزها أن شمال غرب المملكة قديمًا كان يتمتع بقدر وافر من الأمطار والغطاء النباتي ما سمح للأسود أن تعيش فيه.