مجمرة حجر رملي، هي مجمرة منحوتة من الحجر الرملي يميل لونها إلى اللون الوردي، عُثر عليها في جبل أم درج في محافظة العُلا بمنطقة المدينة المنورة، ذات جسم أسطواني متوج بحوض مربع، اثنان من جوانبها الأربعة ناتئان عن قطر العمود، يظهر على الجزء الأسفل من التاج مثلثات رؤوسها متجهة إلى الأعلى ومشكلة بالنحت الغائر متتالية أفقيًا، قسّم العمود إلى أربعة أشرطة: الشريط الأول يظهر مباشرة تحت الحوض وهو دون أي زخرفة، يليه الشريط الثاني محفورًا، ونُحتت وسطه رسمة وعل، تتكرر على محيطه، ثم شريط خالٍ من الزخرفة، أسفل منه شريط محفور بالنحت الغائر، يوجد في وسطه بالنحت النافر رسم لبقرة يتكرر على امتداد الشريط، وأسفل منه يظهر شريط فارغ من الرسم، ثم بقايا قاعدة المجمرة.
يعود تاريخ مجمرة الحجر الرملي إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، في عهد حضارة مملكة لحيان، واستُخدمت لحرق البخور.
ويحتفظ متحف قسم الآثار بجامعة الملك سعود في الرياض بمجمرة الحجر الرملي، وتم اختيارها ضمن مجموعة متنوعة من المكتشفات الأثرية بالسعودية، في معرض روائع آثار المملكة عبر العصور، الذي انطلق من متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1431هـ/2010م، ويُعدُّ العثور على الحجر الرملي إحدى نتائج أعمال المسح والتنقيب الأثري التي أجراها قطاع الآثار والمتاحف في المملكة طوال السنوات الماضية، وضمن مكتشفات علماء الآثار السعوديين والبعثات العلمية.
أهمية المجمرة
تشير مجمرة الحجر الرملي إلى تطوير سكان الجزيرة العربية أنماطًا مختلفة من المجامر، منها الصغيرة والتي غالبًا ما تكون دائرية أو مربعة الشكل، وأخرى كبيرة الحجم، وتُعدُّ المجمرة المكتشفة من المجامر المميزة بأسلوب تصميمها الذي يجمع ما بين أكثر من شكل هندسي، حيث اتخذ الفنان الشكل المربع لتصميم حوض المجمرة، في حين اختار شكل العمود الأسطواني ليمثّل قاعدتها، وزين العمود بأشكال القرابين، وتستخدم المجامر كبيرة الحجم غالبًا لحرق كميات كبيرة من البخور في المناسبات المهمة.
وتُعدُّ محافظة العلا، حيث وجدت المجمرة، من أهم مواقع التراث الثقافي والحضاري في المملكة العربية السعودية، وتوجد بها مدينة الحِجر (مدائن صالح)، أول موقع في السعودية ينضم لقائمة اليونسكو للتراث العالمي في 2008م.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة