يقع حقل منيفة في مياه الخليج العربي شمال الجبيل شرقي المملكة العربية السعودية، ويُعدُّ خامس أكبر حقول النفط في العالم، وتصل مساحته المكونة من 6 مكامن، إلى نحو 45 كيلومترًا طولًا، و18 كيلومترًا عرضًا، ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها ما بين متر واحد و15 مترًا.
اكتُشف حقل منيفة عام 1376هـ/1957م، وإضافة لكونه كنزًا للنفط والغاز، يعد موئلًا للأعشاب البحرية والشعاب المرجانية. وتعجّ مياه الخليج بالحياة البحرية من محار اللؤلؤ إلى الثعابين البحرية والروبيان والسلطعون والدلافين والسلاحف البحرية، بما في ذلك سلحفاة منقار الصقر المهددة بالانقراض، كما أنه ملاذ آمن للطيور المهاجرة.
ويؤدي خليج منيفة دورًا أساسيًا، إذ إنه بمثابة شريان الحياة لصيادي السمك ومجتمعاتهم، في ظل وجود نظام بيئي حساس تجاه الصيد الجائر والتلوث، فكان الحفاظ على هذا المتحف المغمور أمرًا مهمًا.
وفي عام 1427هـ/2006م، وباستثمار أولي بلغ عشرة مليارات دولار، بدأت أرامكو السعودية بالبحث عن أفضل الطرق لإنتاج النفط من الحقل، فعملت على التخطيط لوضع استراتيجية تُمكّنها من الاستفادة من الثروة النفطية في المنطقة مع مراعاة الحفاظ على حماية البيئة، وخلال هذه المرحلة احتاجت للاستعانة بمهندسين ومتخصصين، واستحداث أساليب للحفر في المياه الضحلة، بالإضافة إلى توفير تقنيات لم تكن تستخدمها آنذاك.
ومرت بعدة عقبات، قبل أن تتوصل في 2007م إلى تصميم بفكرة جديدة، تفيد بتحويل أكثر من 70% من الحقل إلى حقل بري، فأنشأت 27 جزيرة اصطناعية، تعادل كل واحدة منها مساحة 10 ملاعب كرة قدم، وأصبحت هذه الجزر مواقع حفر برية فوق حقل النفط البحري، ترتبط ببعضها عبر جسر بحري يصل طوله إلى 41 كم.
وقبل مباشرة العمل، أجرت الشركة بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أبحاثًا توصلت من خلالها إلى الحاجة للحفاظ على جريان الماء، وإتاحة المساحة التي توفر الحرية للحياة البحرية، ووفقًا لهذه المعطيات، صممت فتحة بين خط الساحل والجسر البحري، مع إضافة 13 جسرًا، للمساعدة في إبقاء حركة التيارات طبيعية مع توفير العناصر الغذائية والأوكسجين.
كما ساهمت الأبحاث في تحديد الأماكن الملائمة للجزر الاصطناعية والجسور البحرية؛ حفاظًا على الشعب المرحانية، وتجنبًا لأي إعاقة لمسارات الكائنات البحرية، وضمان بقاء الخليج بيئة ملائمة لتكاثر الأسماك والروبيان.
وفي عام 1434هـ/2013م، بدأ إنتاج النفط من الحقل بتكلفة تقل بأكثر من مليار دولار من الميزانية المخصصة.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة