المدن الصناعية في السعودية، هي مدن ومناطق تضم المنشآت الصناعية والتقنية في المملكة العربية السعودية، تُشرف على تطويرها وإدارتها الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن". منذ تأسيسها عام 1422هـ/2001م، اهتمت "مدن" بتطوير الأراضي الصناعية والبنى التحتية المتكاملة، وتُشرف على 36 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في أنحاء المملكة، إضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة.
ونجحت "مدن" في رفع مساحات الأراضي الصناعية المطورة لما يقارب 200 مليون م²، فيما تضم المدن الصناعية القائمة أكثر من 4 آلاف مصنع؛ بين منتج وقائم وتحت الإنشاء والتأسيس، و6,587 عقدًا صناعيًا واستثماريًا وخدميًا ولوجستيًا، يعمل فيها 517,242 موظفًا، منهم 185,840 موظفًا سعوديًا، و16,825 موظفة سعودية.
وتعتمد استراتيجية "مدن" لتمكين الصناعة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي على تطوير المزيد من الخدمات والمنتجات، وفق رؤية تواكب متطلبات الشركاء في القطاع الخاص وتعزز مشاركته في تنويع الاقتصاد الوطني ضمن رؤية السعودية 2030، ومن ذلك أنها تساهم بمبادراتها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، بالإضافة إلى توفير العديد من المنتجات، مثل: الأراضي الصناعية مطورة البنية التحتية والخدمات، والأراضي الخدمية المخصصة للاستثمار في تطوير المرافق والخدمات، أيضًا المصانع الجاهزة مختلفة المساحات بين 700م² و1500م²، فضلًا عن منتجات الحلول اللوجستية الموزعة في مناطق المملكة الرئيسة، و"أرض وقرض صناعي"، و"مصنع وقرض" بالتعاون مع صندوق التنمية الصناعية السعودي، و"أسس" بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية.
وأوجدت "مدن" آليات لتحفيز مشاركة قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في التنمية الصناعية، إلى جانب الشركات الكبرى المحلية، وهو ما يسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 من حيث تنويع الاقتصاد الوطني اعتمادًا على الصناعة.
نشأة المدن الصناعية في السعودية
تعود نشأة المدن الصناعية في السعودية إلى سبعينات القرن العشرين، حيث كان عام 1393هـ/1973م، النواة الأولى لـ«مدن» مع إنشاء ثلاث مدن صناعية في الرياض وجدة والدمام لم تتجاوز مساحتها الإجمالية 14 مليون م2، وفي عام 1405هـ/1985م، ارتفع عدد المدن الصناعية إلى 9 مدن، ثم ازداد عددها إلى 12 مدينة في 1413هـ/1993م، وإلى 14 مدينة في 1425هـ/2004م، وفي 1428هـ/2007م، بلغت مساحة الأراضي المطورة 40.5 مليون م2، وفي 1431هـ/2010م، بلغ عدد المدن الصناعية 21 مدينة، وبلغت المساحات المطورة نحو 123 مليون م2، وارتفع عددها في عام 1434هـ/2013م، إلى 32 مدينة بمساحة 163 مليون م2، وفي 1437هـ/2016م، وصل عدد المدن الصناعية إلى 35 مدينة، بمساحة قدرها 191 مليون م2، وفي 1439هـ/2018م، أطلقت "مدن" استراتيجية تتناغم مع تطوير الصناعة الوطنية وتهدف إلى تمكينها وتلبية احتياجاتها، وشهد عام 1440هـ/2019م، جذب استثمارات نوعية وإطلاق برنامج الإنتاجية الوطني، وفي 1441هـ/2020م، عززت "مدن" منظومة التحول الرقمي وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
تصنيف المدن الصناعية في السعودية
تنقسم المدن الصناعية في السعودية من حيث الملكية إلى مدن حكومية وخاصة، وتتنوع ما بين: مدن صناعية ومناطق تقنية، إضافة إلى "واحات مدن"؛ وهي المدن ذات الصناعات الخفيفة، كصناعات الحُلي والإكسسوارات ومستحضرات التجميل وصناعة الأزياء والمنسوجات، بالإضافة للإلكترونيات والمنتجات والأدوات الطبية وغيرها.
تتوزع المدن الصناعية على جميع المناطق الإدارية بالمملكة، وأُنجز على أراضيها أنواع عديدة من المنتجات الصناعية والخدمية واللوجستية، إضافة إلى ارتباطها بموارد مائية وكهربائية عالية لخدمة العمليات الإنتاجية كافة، وعادةً ما ترتبط المدن الصناعية في السعودية بمحطات السكك الحديدية، وتتميز مواقعها بقربها من الموانئ والمطارات.
الواحات الصناعية في السعودية
يصل عدد الواحات الصناعية في السعودية إلى خمس واحات، موزعة في خمس مُدن ومحافظات مختلفة، هي: واحة مدن الأحساء، وواحة مدن جدة، وواحة مدن القصيم، وواحة مدن الجوف، وواحة مدن ينبع، وتكمن القيمة المضافة لواحات المدن في تجهيزها لدعم تمكين المرأة السعودية من الدخول والاستثمار في مجال القطاع الصناعي، إذ ارتفع عدد النساء السعوديات العاملات في القطاع الصناعي داخل المدن إلى 17 ألف عاملة بنهاية الربع الأول من عام 2020م.
تضم السعودية مدنًا ومجمعاتٍ تقنيةً عدةً، منها: "الرائدة - المدينة الرقمية"، التي تقع بالعاصمة الرياض وأُنشئت في عام 1430هـ/2009م، وتدعم الابتكار في تقنية المعلومات والاتصالات، ومجالات الأبحاث والتطوير، إضافة إلى مشروع "وادي الرياض للتقنية"، الذي أُنشئ داخل جامعة الملك سعود بالرياض، ويستمد من الجامعة القدرات المعرفية لتطوير التقنية والمساهمة في رفع الاقتصاد، وصولًا لـ"مجمع وادي مكة للتقنية" الذي أُنشئ عام 1433هـ/2012م، ويقع بجامعة أم القرى بمدينة مكة المكرمة، ويعمل على دعم الأبحاث التقنية وتطويرها.
وتُعدُّ مدينة الملك سلمان للطاقة التي يُشار إليها اختصارًا بـ"سبارك" ضمن المدن الصناعية حديثة الإنشاء بالمملكة، حيث أُطلقت عام 1439هـ/2018م، وتشرف عليها شركة أرامكو السعودية، وتقع في المنطقة الشرقية قُرب محافظة بقيق، وتبلغ مساحتها نحو 50 مليون م2، وتنتهي مراحل تطويرها بالكامل بحلول 2053م، إذ تسهم المدينة في توطين عددٍ من الصناعات، وإتاحة فرص العمل من خلال تعزيز الصناعات الوطنية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة