تم نسخ الرابط بنجاح

جدة التاريخية

saudipedia Logo
جدة التاريخية
مقالة
مدة القراءة 17 دقيقة
آخر تحديث للمقالة 01/09/2023

جدة التاريخية أو جدة البلد، هي موقع تراث ثقافي عالميٍّ، ومنطقة مركزية أثرية وتجارية وسياحية، وسط مدينة جدة على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، تتألف من أحياء جدة داخل السور القديم والبوابات والحارات والمساجد والبيوت والأسواق والمباني والمقرات الحكومية والبرحات والمعالم والميادين والمتاحف الشخصية والمساجد التاريخية، وهي ضمن ستة مواقع سعودية أثرية مسجلة في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي.

أحاط بجدة التاريخية سور بُني أول مرة في القرن العاشر الهجري، وبداخله قُسّمت جدة التاريخية إلى أربع حارات رئيسة، هي: حارة الشام وحارة اليمن وحارة المظلوم وحارة البحر. ضمت الحارات معالم أثرت في مسيرة التاريخ السعودي الحديث، من أبرزها: بيت نصيف، الذي نزل فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، واستقر فيه نحو 10 أعوام، كما تحتوي على 400 مبنى، يعود أقدمها إلى القرن السابع الميلادي، وأحدثها إلى القرن العشرين.

وفي عام 1443هـ/2021م، أطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، لتصبح جدة التاريخية منطقةً متكاملةً تُغذي الاقتصاد، وتُسهم في نمو الناتج المحلي وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وفي 1444هـ/2022م، صدرت الموافقة على تأسيس هيئة تطوير محافظة جدة.

وتُمثّل زيارة جدة التاريخية جزءًا لا يتجزأ من طقوس أهالي مدينة جدة خلال مواسم الأعياد وشهر رمضان، وتستضيف المنطقة سنويًّا مهرجان جدة التاريخية الذي يُعدُّ مهرجانًا تراثيًّا وثقافيًّا، يصل عدد زواره إلى أكثر من نصف مليون زائر.

تاريخ جدة التاريخية 

تُمثّل جدة التاريخية العمق التاريخي لمدينة جدة، حيث يعود تاريخها إلى مئات السنين قبل الإسلام، وزادت أهميتها الاقتصادية وترسّخت مكانتها بوصفها بوابة لمكة المكرمة منذ عام 26هـ/647م، إذ جعلها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ميناءً رئيسًا لاستقبال الحجاج المتوجهين إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، وظلت تؤدي هذا الدور الاستراتيجي إلى جانب دورها كميناء تجاري على ساحل البحر الأحمر حتى الوقت الحاضر.

جدة التاريخية قبل الإسلام

يمتد عمر جدة التاريخية إلى نحو 3000 عام، حيث وُلدت كحاضرة فيها الصيادون بعد رحلات الصيد عبر البحر الأحمر، وشكلت بمرور الوقت مستوطنة بشرية، مُورست فيها التجارة والصيد والبناء والحِرف اليدوية المتنوعة.

جدة التاريخية في العهد الإسلامي

زادت أهميتها الاقتصادية وترسّخت مكانتها بوصفها بوابة لمكة المكرمة منذ عام 26هـ/647م، إذ جعلها الخليفة عثمان بن عفان ميناءً رئيسًا لاستقبال الحجاج المتوجهين إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، وظلت تؤدي هذا الدور الاستراتيجي إلى جانب دورها كميناء تجاري على ساحل البحر الأحمر حتى الوقت الحاضر.

جدة التاريخية في العهد السعودي 

وفي العهد السعودي حظيت جدة التاريخية باهتمام القادة السعوديين منذ تأسيسها إلى وقتنا الحالي، فقد نزل بها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1344هـ/1925م، واستقر في بيت نصيف نحو 10 أعوام، كما اتخذ له فيها مجلسًا ومصلى بجوار مسجد الحنفي. 

ومنذ عام 1397هـ/1977م، نشطت أعمال التطوير والترميم والرصف والإنارة في جدة التاريخية الذي وافق تأسيس بلديتها القديمة، وتبعه إعداد مخططات التطوير والعمل عليها بدءًا من عام 1400هـ/1980م، حتى 1404هـ/1984م، وفي وقت لاحق من عام 1413هـ/1992م، تأسست إدارة لحماية المباني من التعديات باسم إدارة حماية جدة التاريخية، وبدءًا من عام 1434هـ/2012م، حتى 1440هـ/2019م، رُصد لحماية المنطقة وتطويرها نحو 270 مليون ريال. ويُعدُّ مشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على جدة التاريخية، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للسعودية، ومشروع "إعادة إحياء جدة التاريخية"، ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية، أبرز المشروعات التي حافظت على نسيج المنطقة العمراني وأنعشتها سياحيًّا.

المباني القديمة في جدة التاريخية. جورج رندل  1357هـ - 1937م. (دارة الملك عبدالعزيز)
المباني القديمة في جدة التاريخية. جورج رندل 1357هـ - 1937م. (دارة الملك عبدالعزيز)

تسجيل جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي

صدر قرار مجلس الوزراء رقم 5455/م ب بتاريخ 19 رجب 1427هـ/13 أغسطس 2006م، بالموافقة على تسجيل ثلاثة مواقع تاريخية في السعودية ضمن قائمة التراث العالمي، وهي: (مدائن صالح، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية)، وقبل صدور قرار مجلس الوزراء بعامين بدأت أمانة محافظة جدة بالتعاون مع جهات حكومية عدة، على تحويل الاهتمام الذي توليه القيادة لمنطقة جدة التاريخية إلى خطط عمل ومشروعات هدفها الرئيس المحافظة على المنطقة التاريخية في جدة لتظل قلبها التاريخي الحي، من خلال إعداد مخطط ونظام للبناء يحافظ على الطابع التاريخي للمنطقة، والعمل على تصنيف المباني التاريخية فيها، ورصف شوارعها بالحجر، وإنارتها بالفوانيس التقليدية، فتأسست على إثر ذلك إدارة لحماية جدة التاريخية وصيانة المباني التراثية فيها.

وتم بالفعل إدراج ملف جدة التاريخية للتصويت عليه من قبل لجنة التراث العالمي خلال دورتها الثامنة والثلاثين التي عُقدت في دولة قطر في 1435هـ/2014م، حيث تم اعتمادها ضمن قائمة التراث العالمي السبت 23 شعبان 1435هـ/21 يونيو 2014م، وأُدرجت جدة التاريخية ضمن قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

أعمال تطوير جدة التاريخية

نشطت أعمال التطوير والترميم والرصف والإنارة في جدة التاريخية منذ زيارة الملك عبدالعزيز لها في عام 1344هـ/1925م. وتم وضع التنظيمات الإدارية والاقتصادية والعلمية لمدينة جدة،  وأمر الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1346هـ/1927م، باستيراد آليتين كبيرتين لتحلية مياه البحر، بعد تعطل آلة التقطير "الكنداسة"، وتم إيصال مياه عيون وادي فاطمة "الجموم" إلى جدة في 1367هـ/1947م، وسُميت بالعين العزيزية نسبة لمؤسسها الملك عبدالعزيز.

أُسست بلدية جدة التاريخية في عام 1400هـ/1980م، وأُنشئ قسم حماية المنطقة التاريخية بأمانة محافظة جدة في عام 1411هـ/1991م، ثم تحول إلى إدارة باسم إدارة حماية المنطقة التاريخية. وفي عام 1425هـ/2005م، تأسس مشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على جدة التاريخية، وشكلت إدارة لتتولى تنمية وتطوير جدة التاريخية.

ترميم 56 مبنى بجدة التاريخية

في عام 1439هـ/2018م، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمرًا ملكيًّا بإنشاء إدارة مستقلة وبميزانية مستقلة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة، بناء على ما عرضه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس لجنة المشروعات الوطنية الكبرى.

وفي عام 1440هـ/2019م، وجّه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، بمبلغ 50 مليون ريال (كمرحلة أولى)، التي تحمل عناصر معمارية ثرية لتراث جدة التاريخية، مساهمة منه في مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للسعودية.

مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية

يأتِي مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية الذي يُركّز على تطوير المجال المعيشي في المنطقة، وتحويلها إلى مكان يحظى بمعالمها التراثية العريقة، واستثمار مواقعها وعناصرها الثقافية والعمرانية، لتحسين جودة الحياة، وصون تلك الأماكن بوصفها إرثًا ثقافيًّا يعكس هوية وطبيعة المنطقة، وتعزيز الجوانب الحضرية، لتكون جدة التاريخية واجهةً عالميةً للسعودية، ويمتد العمل في المشروع على مدار 15 عامًا حسب مسارات ومخططات عديدة.

يسير العمل في مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية في مسارات عديدة، تشمل: البنية التحتية والخدمية، وتقوية الجوانب الحضرية، وتحسين جودة الحياة وزيادة كفاءتها، إضافةً إلى تطوير وإعداد المجال البيئي والطبيعي، من خلال العمل على إبراز معالم جدة التاريخية، ومنها: 36 مسجدًا تاريخيًّا، وأكثر من 600 مبنى تراثي، وخمسة أسواق تاريخية رئيسة، إضافةً إلى ساحات وممرات ومواقع ذات دلالات تاريخية مهمة.

يتضمن المشروع إنشاء بيئة كاملة تضم أماكن طبيعية، وتشمل: الحدائق المفتوحة والمساحات الخضراء التي تُغطي 15% من إجمالي مساحة جدة التاريخية، والواجهات البحرية بطول يصل إلى نحو 15 كلم.

سور جدة التاريخية 

أحاط بجدة التاريخية سور بُني في إطار تحصينها وحمايتها من السفن البرتغالية الحربية، يتألف من ثماني بوابات، هي: باب مكة الذي يفتح إلى جهة مكة المكرمة، وباب المدينة، وباب شريف، وباب الصبة، وباب المغاربة، وباب صريف، وباب النافعة، إضافة إلى "باب جديد" الذي شيّده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وفي عام 1366هـ/1947م، تداخل السور مع عمران المدينة، ما أدى إلى إزالته، فيما بقيت بعض بواباته حتى الوقت الحاضر كباب مكة وباب جديد.

تاريخ بناء سور جدة التاريخي وبواباته

أحاط بجدة التاريخية سور بني أول مرة في القرن العاشر الهجري، حيث أمر ببنائه السلطان أبو النصر قانصوه الأشرف؛ آخر سلاطين المماليك البرجية في مصر عام 917هـ/1509م، كلّف ببنائه أحد قادته وهو حسين الكردي في إطار تحصينها وحمايتها من السفن البرتغالية الحربية، فشرع بتحصينه من خلال تزويده بالقلاع والأبراج والمدافع، كما عمل على إحاطة السور من الخارج بخندق زيادة في تحصين المدينة من الهجمات المعادية.

بناء سور جدة التاريخية

بُني سور جدة التاريخية بمساعدة أهالي جدة، وكان السور يتألف من سبع بوابات بنيت على مراحل وفق الضرورة، وهي: باب مكة، وباب شريف، وباب الصبة ويسمى أيضًا "باب البنط"، وباب المغاربة، وباب صريف، وباب النافعة، وباب المدينة، ثم أضيفت في بداية العهد السعودي بوابة ثامنة سُميت بباب جديد، وتقع على الجانب الشمالي من سور جدة التاريخية. 

بوابات السور الشمالي 

تتكون بوابات السور الشمالي من: 

باب المدينة، يقع باب المدينة شمال حديقة مقر القائم مقام في حارة الشام المواجهة لبيت باجنيد من جهة الشرق، ويفصل بين الحديقة والبوابة شارع عريض أصبح فيما بعد جزءًا من شارع الملك عبدالعزيز الدائري. وكانت تستخدم البوابة لعدة أغراض، منها: الوصول إلى (القشلة)؛ وهي الثكنة العسكرية القائمة حتى يومنا هذا، ويستخدمها المسافرون إلى المدينة المنورة والقادمون منها، وكذلك للمسافرين إلى مكة المكرمة والقادمين منها، كما كان يستخدم لمرور العربات المحملة بالحجارة المستخرجة من المناقب الواقعة شمال مدينة جدة، والطين المستخرج من بحر الطين أو ما أصبح يُعرف ببحيرة الأربعين، والمستخدم في بناء بيوت جدة في ذلك الوقت.

باب جديد، إحدى بوابات السور الشمالي وآخر البوابات التي بُنيت على السور في مطلع العهد السعودي، وتقع شرق بوابة المدينة، قبالة بيت الهزازي، وتُعدُّ بوابة مزدوجة تتسع لعبور السيارات من خلالها.

بوابة السور الشرقي

تضم بوابة السور الشرقي باب مكة، وتُعدُّ بوابة جدة من ناحية الشرق، وتقع أمام سوق البدو، وتؤدي إلى أسواق الحراج والحلقات الواقعة خارج السور، كما تُعدُّ معبرًا للجنائز المتجهة إلى مقبرة الأسد الواقعة في خارج السور.

بوابة السور الجنوبي

تضم بوابة السور الجنوبي باب شريف، وتُعدُّ بوابة جدة ناحية الجنوب، وتقع أمام برحة العقيلي، تؤدي البوابة من الخارج إلى حراج العصر حيث يقصدها الأهالي للخروج من الأسوار للتبضع، كما تُفضي البوابة إلى منطقة يقال لها "قوز" أو الهَملة (بفتح الهاء وتسكين الميم)، وهي تبة مرتفعة تمثّل متنفسًا لأهالي جدة، خاصة كبار السن منهم، حيث تطل على برحة باب شريف وحراج العصر، كما أنها كانت معبرًا يربط البلد بأحياء بيشة وبرة وغيرهما.

بوابات السور الغربي

يتكون السور الغربي من عدة بوابات هي:

باب النافعة، يُمثّل أول بوابات السور الغربي الرئيسة من ناحية الجنوب، ويسمى كذلك بباب الفرضة، يقع في الجزء الجنوبي من موقع برج المحمل المواجه لمركز المحمل التجاري على شارع الملك عبدالعزيز. وكان معبرًا للعاملين في البنط والبحر، وجلهم من سكان حارتي البحر واليمن.

ويأتي باب الصبة ثاني بوابات السور الغربية وأهمها، حيث أنه كان محاطًا بعدة إدارات حكومية مهمة، مثل البلدية شمالًا وإدارتي البريد والبرق ومخفر الشرطة جنوبًا منه، وفوقه المحكمة، سُمي باب الصبة لأنه كانت تُصب عنده الحبوب المستوردة وتنقى وتوضع في أكياس ثم توزن بواسطة القباني تمهيدًا لنقلها إلى مستودعات التجار، يقع الباب في مدخل سوق البنط أو ما يسمى (برحة مسجد عكاش) من ناحية ساحة البنط الغربية.

يشكل باب المغاربة ثالث بوابات السور الغربية، ويقع جنوب عمارة الجفالي مباشرة على شارع الملك عبدالعزيز في الوقت الحالي، وكان هذا الباب هو المخرج الوحيد للحجاج القادمين عن طريق البحر للتوجّه إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر باب المدينة.

ويُعدُّ باب صريف الباب الفرعي للسور الغربي، عُرف أيضًا باسم (باب الأربعين)، ويقع بين مبنى فندق البحر الأحمر وعمارة الصالحية (الفيصلية) حاليًا.

أحد المباني القديمة في جدة التاريخية. (واس)
أحد المباني القديمة في جدة التاريخية. (واس)
صورة توضّح أحد أحياء جدة التاريخية. (واس)
صورة توضّح أحد أحياء جدة التاريخية. (واس)

حارات جدة التاريخية

وبعد إزالة سور جدة التاريخي لدخوله في منطقة العمران عام 1947م، قُسمت مدينة جدة داخل سورها إلى عدة أحياء أُطلق عليها قديمًا اسم "حارات"، وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها، وهي: حارة الشام وحارة اليمن وحارة المظلوم وحارة البحر، وضمت الحارات معالم أثرت في مسيرة التاريخ السعودي الحديث، من أبرزها: بيت نصيف، كما تأسست فيها أول مدرسة في الحجاز قبل توحيد السعودية بـ 33 عامًا، باسم مدرسة الفلاح التي افتتحت عام 1323هـ/1905م، وهي في الوقت الحالي أحد أهم معالم حارة المظلوم، كما ضمت أقدم المساجد في مدينة جدة، مثل: مسجد الشافعي الواقع في حارة المظلوم، والبالغ عمره نحو 1400 عام، ومسجد المعمار الذي بُني عام 1093هـ/1682م، ومسجد عثمان بن عفان.

حارة اليمن 

أُنشئت حارة اليمن داخل أسوار جدة التاريخية، وتقع في الجنوب من داخل السور إلى الجنوب من شارع العلوي، سُميت بحارة اليمن نسبة لاتجاهها نحو بلاد اليمن، ومن أهم معالمها: دار آل نصيف، ودار الجمجوم، ودار آل شعراوي، ودار آل عبدالصمد.

حارة البحر 

أُقيمت حارة البحر داخل أسوار جدة التاريخية وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة جدة، وهي مطلة على البحر الأحمر ومن ذلك أخذت تسميتها بحارة البحر، ومن أبرز معالمها: دار آل رضوان التي كانت تُعرف في ذلك الوقت باسم "رضوان البحر".

حارة المظلوم 

تُعدُّ حارة المظلوم إحدى الحارات التي أُقيمت داخل أسوار جدة التاريخية، استمدت تسميتها من قصة قتل السيد عبدالكريم البرزنجي الذي قتلته ظلمًا الحكومة العثمانية، وتقع حارة المظلوم في الجزء الشمالي الشرقي من داخل السور شمال شارع العلوي، ويضم الحي عددًا من المعالم، أبرزها: دار آل قابل ومسجد الشافعي وسوق الجامع.

حارة الشام

تُشكّل حارة الشام إحدى الحارات التي أُقيمت داخل أسوار جدة التاريخية، سُميت نسبة إلى اتجاهها ناحية بلاد الشام، تقع في الجزء الشمالي من داخل السور، وتضم عددًا من المعالم البارزة، منها: دار السرتي ودار الزهد.

أبرز المعالمحارات جدة التاريخية
دار آل نصيف.حارة اليمن
دار الجموم.
دار آل شعراوي.
دار آل عبد الصمد.
دار آل رضوان حارة البحر
دار آل قابل.حارة المظلوم
مسجد الشافعي.
مسجد عثمان بن عفان.
مدرسة الفلاح.
سوق الجامع.
دار السرتي.حارة الشام
دار الزهد.
مسجد الباشا.
مجموعة من المباني القديمة في جدة التاريخية عام 1338هـ - 1918م. (دارة الملك عبدالعزيز) 
مجموعة من المباني القديمة في جدة التاريخية عام 1338هـ - 1918م. (دارة الملك عبدالعزيز) 

بيوت جدة التاريخية 

تحتوي جدة التاريخية على نحو 600 مبنى تراثي، يعود أقدمها إلى القرن السابع الميلادي، وأحدثها إلى القرن العشرين، شُيّدت معظمها وفق الطراز العمراني لحوض البحر الأحمر، الذي يعتمد على الطين البحري والحجر المنقبي، والخشب للأبواب والنوافذ، والرواشين المنفردة بالدهان البني والأخضر والأزرق، بالإضافة إلى المباني المستحدثة بالمواد الإنشائية الحديثة، ومن أشهر وأقدم المباني الموجودة حتى الآن: دار آل نصيف، ودار آل جمجوم فـي حارة اليمن، ودار آل باعشن وآل قابل والمسجد الشافعي فـي حارة المظلوم، ودار آل باناجة وآل الزاهد فـي حارة الشام.

بناء بيوت جدة التاريخية

استُخدم في بناء بيوت جدة التاريخية الحجر المنقبي، والذي عمل الأهالي على استخراجه من بحيرة الأربعين أو ما كانت تسمى قديمًا (بحيرة الطين)، ثم يستعينون بالآلات اليدوية حتى تقوم بتعديله ثم يوضع في قوالب مناسبة ذات أحجام معينة إلى جانب الأخشاب التي كانت ترد إليهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة أو ما كانوا يستوردونه من الخارج عن طريق الميناء (خاصة من الهند)، إضافة إلى استخدامهم للطين  الذي كانوا يجلبونه من بحر الطين في تثبيت المنقبة ووضع بعضها إلى بعض.

وتقوم طريقة بناء بيوت جدة التاريخية على رصّ الأحجار في مداميك تفصل بينها قواطع من الخشب يقال لها "تكاليل"، لتوزيع الأحمال على كل متر تقريبًا من الحوائط، ويشبه المبنى القديم إلى حد كبير المبنى الخرساني الحديث، والأخشاب تُمثّل تقريبًا الحوائط الخارجية للمنشأ الخرساني، وذلك لتخفيف الأوزان باستعمال الخشب، ولمتانة البناء وجودته ظلت بعض البيوت ثابتة بقوتها وهيئتها التي بُنيت عليها، ويعود ذلك إلى طريقة بنائها التي جعلتها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين.

 ومما يميّز هذه الدُور وجود ملاقف على جميع الغرف فـي البيت، كما اُستخدمت الرواشين بأحجام كبيرة، وكذلك الأخشاب المزخرفة على الحوائط لتساعد في توزيع الهواء وانتشاره في جميع أنحاء البيت، كما تقوم بدور في إلقاء الظلال على جدران المنزل بهدف تلطيف الجو والمساهمة في خفض درجات الحرارة، كما أن الدُور كانت تقام بجوار بعضها بعضًا بحيث تكون واجهاتها متكسرة حتى تلقي بالظلال على بعضها.

أبرز بيوت جدة التاريخية

بيت نصيف، بُني عام 1289هـ/1872م، بتصميم معماري يحمل سمات العمارة الحجازية واستغرق بناؤه أربع سنوات، ويُعدُّ من أهم البيوت التراثية في منطقة جدة التاريخية، ويستمد أهميته التاريخية من نزول الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود به عام 1344هـ/1925م، إذ استقر فيه عشر سنوات، وبايعه فيه أهل الحجاز، كما استقبل الملك عبدالعزيز في بيت نصيف ضيوف الدولة، وعددًا من الرؤساء، والعلماء، والمفكرين، والأدباء، والشخصيات المهمة، وضم البيت مكتبة احتوت على آلاف العناوين في العلوم الإنسانية، التي أُهديت فيما بعد لجامعة الملك عبدالعزيز، بعد وفاة عمر نصيف.

بيت المتبولي، يُمثّل بيت المتبولي أحد بيوت جدة التاريخية التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 400 عام، بُني على الطراز العمراني للعمارة الحجازية، ويُعدُّ نموذجًا لبيوت جدة القديمة، يتكون البيت من 4 طوابق، تزيّنه الأخشاب المزخرفة على جدرانه وأسقفه المرتفعة، والتي ساعدت بشكل كبير على تحريك دخول الهواء لتلطيف الجو من الحرارة، بينما يوجد للدار مدخلان مستقلان، ومقعدان، ومؤخرًا قام أبناء من عائلة متبولي بإعادة ترميم البيت في مدة تقارب العام، ليعود بأثاثه وتفاصيله المعمارية إلى الواجهة الحضارية  لمدينة جدة.

بيت الشربتلي، بني عام 1335هـ/1916م، على يد الشريف عبدالله العبدلي، كان سابقًا المقر الرسمي للسفارة المصرية في السعودية، وتحوّل في الوقت الحالي إلى مركز ثقافي ووجهة تقام فيه المعارض الفنية والفعاليات الثقافية، يتكون من أربعة أدوار، يتميز بأعمدته البيضاء ونوافذه وشرفاته الخشبية.

بيت قابل، يُعدُّ بيت آل قابل أحد البيوت الأثرية التي تتبع لحارة المظلوم في منطقة جدة التاريخية، يتميّز بناؤه بالأسقف العالية، حيث كانوا يعتمدون قديمًا على مدى ارتفاع الأسقف لتمرير الهواء وتنقية أجواء البيت، اكتسب بيت قابل أهميته من خلال موقعه على شارع قابل الذي يُعدُّ أول شارع يضاء بالكهرباء في مدينة جدة.

بيت زينل، يقع في حارة اليمن بجوار مسجد المعمار، وكان مقرًّا رئيسًا للسفارة الهولندية في السعودية، لذلك كان يسمى سابقًا ببيت زينل هولندا، ويُعدُّ من أعرق المباني الخرسانية في المنطقة التاريخية.

بيت البترجي، يُعدُّ بيت البترجي أول مقر للسفارة الأمريكية في جدة، يقع في حارة المظلوم ويتألف من ثلاثة طوابق تُميزه ألوانه وسماكة بنائه، يفتح بيت البترجي أبوابه للسائحين والزوار، حيث تعرض على جدرانه صور توضّح مكانته التاريخية، كما يحتوي على بعض المعروضات التاريخية، من ضمنها أول هاتف سعودي يحمل شعار "سيفين ونخلة".

بيت نور ولي، يُمثّل أحد نماذج العمارة الفريدة في جدة التاريخية، بناه محمود الصبان ثم بيع في عام 1365هـ/1946م، إلى عبدالقادر نور ولي، ومن هنا أخذ تسميته، يتميّز بنوافذه الخضراء البارزة إلى الخارج، وهي الرواشين، وتأتي مدعمة بنقوش بارزة تتميز بدقتها الشديدة.

بيت باعشن، بُني عام 1237هـ/1822م، ويُعدُّ من أقدم البيوت الأثرية في جدة التاريخية، إذ يعود عمره إلى 200 عام، يتكون من ثلاثة طوابق، ويُمثّل في الوقت الحالي متحفًا لعرض الحقبة الزمنية التي عاصرها وبُني فيها، حيث يضم مكتبة وتحفًا وصورًا ومخطوطات وعملات وطوابع بريدية، كما غُطيت جدران مجالسه بآيات قرآنية كريمة كتبها خطاط المصحف الشريف محمد طاهر كردي، والخطاط أسعد محمد حبال.

صورة لأحد المساجد القديمة بجدة التاريخية. واس. (دارة الملك عبدالعزيز)
صورة لأحد المساجد القديمة بجدة التاريخية. واس. (دارة الملك عبدالعزيز)

مساجد جدة التاريخية

احتضنت جدة التاريخية العديد من المساجد التاريخية، مثل: مسجد الشافعي الواقع في حارة المظلوم، والذي يعود تاريخ بنائه إلى الصدر الأول من الإسلام، ومسجد المعمار الذي بُني في 1093هـ/1682م، ومسجد الأبنوس الشهير الآن بمسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومسجد الحنفي الذي صلى فيه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويعود بنائه إلى عام  1240هـ/1825م.

أبرز مساجد جدة التاريخية

مسجد الشافعي، يُعدُّ من أبرز معالم حارة المظلوم بمنطقة جدة التاريخية، وتعود أهميته لقدمه، واعتباره شاهدًا على القرون الأولى من الإسلام، حيث بُني في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستخدمت في بنائه مواد تقليدية منها الخشب والطين البحري والحجر المنقبي، إذ كانت تلك المواد تشكل عناصر البناء الرئيسة عند أهالي جدة في ذلك الوقت. شهد مسجد الشافعي ترميمًا شاملًا، وأولاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عناية خاصة، حيث وقف عليه، وشاهد مراحل تطويره عام 1435هـ/2014م، عندما كان وليًّا للعهد، وذلك خلال زيارته جدة التاريخية، وانتهت أعمال الترميم الأخيرة وافتتح في شعبان 1436هـ/2015م. 

مسجد المعمار، يقع المسجد في حارة المظلوم إحدى حارات جدة التاريخية، تحديدًا في شارع العلوي غربًا بمحلة المظلوم القريبة من برحة نصيف الشهيرة، يعود تاريخ بنائه إلى عام 1093هـ/1682م، وفي شعبان 1439هـ/مايو 2018م، أعلن عن افتتاحه مرة أخرى بعد الانتهاء من مشروع ترميمه على نفقة وقف مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخيرية.

مسجد الباشا، أحد مساجد حارة المظلوم بمنطقة جدة التاريخية، بناه بكر باشا الذي كان والي جدة عام 1147هـ/1735م، ويُعدُّ من أقدم المساجد التي بُنيت فيها، يتميّز بمئذنته التي أعطت المدينة معلمًا أثريًّا معماريًّا، وقد بقيت على حالها حتى 1398هـ/1978م، عندما هُدم المسجد وأُقيم مكانه مسجد جديد.

مسجد عثمان بن عفان، شيّد بين القرنين التاسع والعاشر الهجريين، ويسمى بمسجد الأبنوس لوجود ساريتين بداخله من خشب الأبنوس، ويُعدُّ من مساجد جدة التاريخية التي ذكرها ابن بطوطة وابن جبير في رحلتيهما.

مسجد عكاش، بُني عام 1200هـ/1786م، يقع في حارة المظلوم داخل شارع قابل من الغرب، بُني على أرضية مرتفعة عن مستوى الشارع، يصعد إليه بواسطة خمس درجات صُنعت من خشب الجوز القديم المميز بلونه البني المحروق، وما زال المسجد يحتفظ ببنائه القديم وتصلى فيه الصلوات.  

مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية

كونها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري، وللأصالة في طابعها المعماري الأصيل لما تمثّله من عمق تاريخي وثقافي واجتماعي تمتاز به، أعاد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، في مرحلته الثانية، بناء وترميم مساجد جدة التاريخية؛ بهدف تعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، والذي تُركّز عليه رؤية السعودية 2030، عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير وتصميم المساجد الحديثة. 

شملت المرحلة الثانية من المشروع تأهيل وتطوير مسجد "أبو عنبة"، الذي يقع في حارة الشام بمنطقة جدة التاريخية والذي يزيد عمر بنائه على 900 عام، بمساحة تُقدّر بـ339.98 م2 ويتسع لـ360 مصليًا، وتشمل إعادة تأهيل المسجد بحيث تصبح المساحة الإجمالية 335.31 م2 على أن يتسع لـ357 مصليًا، وذلك وفق أساليب فاعلة للحفاظ على أهمية الإرث التاريخي للمسجد للوصول لأقرب صورة إلى وضعه الأصلي، كما استهدف المشروع إعادة ترميم وتأهيل مسجد "الخضر" الواقع بحي البلد، والذي يعود بناؤه إلى 700 عام، بمساحة تُقدّر بـ357.53 م2، ويتسع لـ372 مصليًا، بحيث يُعاد تأهيله لتصبح مساحته 355.09 م2، ويتسع لـ355 مصليًا.

أسواق وخانات جدة التاريخية 

عُرفت جدة التاريخية قديمًا بأسواقها التي أسهمت في تشكيل شريان المنطقة الاقتصادي والحيوي، ومنها أسواق ما زالت قائمة إلى وقتنا الحالي، وهي: سوق البدو الواقع في باب مكة ويعود تاريخه لأكثر من 140 عامًا، تباع فيه جميع احتياجات سكان البادية، وسوق الندى الممتد تاريخه لأكثر من 150 سنة، ويضم محلات أغلبها مختصة ببيع الأحذية، إضافة إلى  سوق قابل.

كما ضمت جدة التاريخية قديمًا بعض الأسواق المختصة منها: سوق السمك المعروف بالبنقلة، وعند نهاية شارع قابل إلى ناحية الشرق يقع سوق الخضراوات والجزارين بالنوارية، كما كانت تحوي السوق الكبير الذي يضم دكاكين كبيرة وصغيرة تكتظ بجميع أنواع الأقمشة، إضافة إلى سوق الخاسكية الواقع خلف دار الشيخ محمد نصيف، وسوق الحبّابة الواقع في باب مكة، وسوق الجامع نسبة إلى جامع الشافعي، وسوق الحراج في باب شريف، وفي باب شريف أيضًا يقع سوق العصر الذي كان يقام يوميًّا في ذلك الوقت بعد صلاة العصر، وسوق البراغية المختص بصناعة برادع الحمير والبغال وسروج الخيل، وكان يقع عند عمارة الشربتلي، إضافة إلى سوق السبحية الذي تختص محلاته ببيع وتصنيع السُبح.

كما ضمت جدة التاريخية قديمًا عددًا من الخانات، والخان هو ما يُعرف بالقيسارية أو القيصرية، والمقصود بها السوق التي تضم مجموعة من الدكاكين المتقابلة تفتح وتغلق باتجاه بعضها بعضًا، ويأتي من أبرز خانات جدة القديمة خان القصبة؛ وهو محل تجارة الأقمشة، وخان الهنود، إضافة إلى خان الدلاّلين، وخان العطارين.

السياحة في جدة التاريخية 

إحدى فعاليات مهرجان جدة التاريخية. (واس)
إحدى فعاليات مهرجان جدة التاريخية. (واس)
جانب من إحدى فعاليات مهرجان جدة التاريخية. (واس)
جانب من إحدى فعاليات مهرجان جدة التاريخية. (واس)

تُعدُّ منطقة جدة التاريخية مساحة حيوية لإقامة المهرجانات والاحتفالات، والأنشطة السنوية الثقافية والترفيهية، واستقبال الوفود السياحية، وتُمثّل زيارتها جزءًا لا يتجزأ من عادات أهالي مدينة جدة خلال مواسم الأعياد وشهر رمضان، تستضيف المنطقة سنويًّا مهرجانًا تراثيًّا ثقافيًّا، هو مهرجان جدة التاريخية، الذي يصل عدد زواره إلى أكثر من نصف مليون زائر.

مهرجان جدة التاريخية 

انطلقت أولى فعاليات مهرجان جدة التاريخية في 15 ربيع الأول 1435هـ/16 يناير 2014م، ويُعدُّ مهرجانًا سنويًا يضع زواره في حقبة زمنية مرت بها مدينة جدة قبل أكثر من نصف قرن، يهدف إلى تعزيز مكانة السعودية بوصفها مصدرًا للثقافة والأدب والتاريخ العربي والإسلامي، والمحافظة على المرتكزات التراثية والمقتنيات الحضارية، والإسهام في ربط الماضي العريق بالحاضر، وإتاحة فرصة الاقتراب من حكايات القرن الماضي لزائري جدة، وتعريف أبناء الجيل الجديد بتاريخ هذه المنطقة وعادات أهلها وتقاليدهم وإرثهم.

ضمت النسخة الثانية من المهرجان التي كانت تحمل شعار "شمسك أشرقت" أكثر من 89 فعالية تراثية وترفيهية وثقافية وتسويقية، بينما انطلقت فعاليات مهرجان جدة التاريخية، في نسخته الثالثة في 3 رمضان 1437هـ/8 يونيو 2016م، تحت شعار "رمضاننا كدا 3"، أما النسخة الرابعة من المهرجان فانطلقت في 1 رجب 1438هـ/29 مارس 2017م، تحت عنوان "أتاريك"، كما أطلقت مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" في 10 محرم 1440هـ/20 سبتمبر 2018م، فعاليات "تاريخنا_مسك"، وذلك تزامنًا مع احتفالات السعودية بعيدها الوطني الـ88، حيث نظّمت 22 فعالية تكاملت فيها الثقافة والمعرفة والترفيه في بيئة بصرية امتزج فيها حضور مظاهر التراث مع الفن والتقنية.

ومنذ انطلاقة موسم جدة عام 1440هـ/2019م، قُدمت في منطقة جدة التاريخية عدد من الفعاليات الترفيهية والثقافية التي شملت عروضًا كوميدية على مسرح مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

انطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي من مقره في الحي الشمالي بمدينة جدة التاريخية، وتحديدًا في بيت زينل (بيت هولندا)، الذي يُصنَّف بأنه عقار تراثي إنساني عالمي، ويُعدُّ المهرجان أول مهرجان سينمائي دولي يقام في السعودية، يدعم قطاع الأفلام المحلي ويستهدف إثراء المحتوى السينمائي محليًّا وعربيًّا.

المتاحف 

يُعدُّ بيت نصيف من أهم بيوت جدة التاريخية، لما يُمثّله من قيمة تاريخية تحكي تاريخ وتراث المنطقة، حيث تم تحويله إلى متحف، ومكتبة، كما تقام فيه عدد من الأنشطة الثقافية والتراثية. ومن متاحف جدة التاريخية التي عملت على إنشائها وزارة الثقافة، متحف البحر الأحمر في مبنى "باب البنط"، ويضم مقتنياتٍ ومخطوطاتٍ وصورًا وكتبًا نادرة، تحكي قصة "مبنى البنط" التراثي، لما له من قيمة تاريخية مهمة، إذ يمثّل نقطة اتصال تاريخية بين سكان ساحل البحر الأحمر والعالم، ومدخلًا رئيسًا للحجاج والتجار والسيّاح إلى مدينة جدة، ويحتوي كذلك على أكثر من 100 عمل فني إبداعي، كما يقدم نحو أربعة معارض سنوية موقتة، ويتضمن برامج تعليمية لجميع الفئات العمرية.

كما تضم جدة التاريخية عدة متاحف أخرى، كمتحف بيت المتبولي الواقع بسوق العلوي داخل حارة اليمن، ومتحف بيت البلد، إضافة إلى متحف الضيافة الذي يجمع قطعًا أثرية تتعدى أعمارها المائة عام.

مقالات ذات الصلة