تم نسخ الرابط بنجاح

المعارك التاريخية في السعودية

saudipedia Logo
المعارك التاريخية في السعودية
مدة القراءة 5 دقائق

المعارك التاريخية في السعودية هي المعارك والغزوات التي جرت في عهدي الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، وعهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود خلال توحيده للبلاد. تواصلت المعارك بين القبائل في وسط شبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى، وكانت المنطقة غير مستقرة سياسيًّا لوجود كثير من الإمارات المحلية، إذ كان في كل بلدة صغيرة إمارة وكأنها دولة مستقلة، مما جعل المنطقة مشتتة ومقسمة، فانتشرت الحروب والنزاعات من أجل السيطرة والنفوذ.

معارك الدولة السعودية الأولى

ورثت الدولة السعودية الأولى التي تأسست في عام 1139هـ/1727م على يد الإمام محمد بن سعود وضعًا سياسيًّا معقدًا، لم يلبث أن بدأ بأول صراع مع أمير الرياض وقتها دهام بن دواس، وبلغ عدد مواجهات الدولة معه نحو 17 موقعة على مدى 28 عامًا، ورغم أنه عاهد الدولة السعودية أربع مرات إلا أنه كان في كل مرة ينكث عهده.

ونشب عدد من المعارك والوقائع التي خاضتها الدولة السعودية مع دهام، منها وقعة الشراك عام 1160هـ/1747م، ووقعتا البنية والخريزة.وتوالت الغزوات بعد ذلك في نجد، منها موقعة البطيحا في الرياض وموقعة الوطية في ثرمدا.

هزيمة الحائر

في إطار سعي الدولة إلى توحيد بلدان نجد، حدثت أيضًا معركة الحائر 1178هـ/1764م، وفيها التقى الجيش السعودي بقيادة الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود (قبل توليه الحكم) بجيش حاكم نجران الحسن بن هبة الله الذي قاد جيشه، وفيها هُزمت قوات الدولة السعودية الأولى ولجأ الطرفان للصلح وعاد بعده جيش نجران.

انتصار ضرماء

لم تتوقف المعارك والغزوات، فعقب ضم الدولة للرياض في عام 1187هـ/1773م، توجهت لإخضاع جنوب نجد، ورفض حاكم الخرج زيد بن زامل ذلك وتحالف مع حاكم نجران، وتواجه الطرفان أكثر من مرة كان آخرها في ضرماء حيث انتصر الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود على التحالف.

معارك المحافظة على كيان الدولة

شهد عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد آل سعود عددًا من المعارك، ومن بينها تحركه في عام 1198هـ/1784م ضد بني خالد في الأحساء، إذ قاد الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود هجومًا ناجحًا،وفي عام 1199هـ/1785م سار سعود إلى الخرج.

وتواصلت الأعمال القتالية للمحافظة على كيان الدولة، وفي عام 1199هـ/1785م توجهت حملة إلى الدلم والخرج أخضعتهما لحكم الدولة السعودية الأولى، وبعدها أصبحت منطقة جنوب نجد بكاملها تحت حكم الدولة السعودية الأولى في عام 1202هـ/1788م، وفي هذا العام بويع الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود "سعود الكبير" لولاية العهد.

معارك الشرق والغرب

من المعارك الشهيرة في تلك الفترة معركة غريميل، وهو جبل صغير تحته ماء قرب الأحساء، وذلك في عام 1204هـ/1789م، إذ تحرك الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود بقواته قاصدًا بني خالد ورئيسهم آنذاك عبدالمحسن بن سرداح وابن أخته دويحس بن عريعر، وانتهت المعركة بانتصار الأمير سعود، ثم في عام 1206هـ/1792م تحرك الأمير سعود بقواته غازيًا ديار القطيف، فحاصر سيهات وأخذها عنوة، ثم بلدة عنك، وفي هذه المعركة قتل عبدالمحسن بن سرداح رئيس بني خالد.

وواصل الأمير سعود جهوده الحربية وهاجم في شهر شعبان 1209هـ/ مارس 1795م عشائر الظفير في موقع الحجرة، فهزمها ثم قفل راجعًا، وفي شهر ذي القعدة سار الأمير سعود بجيوشه نحو الحجاز، فحاصر تربة، وبعد قتال عنيف صالحه أهل البلدة فرجع إلى دياره، وتواصل بعدها ضم المناطق إلى أن تم ضم عسير عام 1213هـ/ 1798م، والحجاز عام 1220هـ/1805م.

معارك الدولة السعودية ضد العثمانيين

أثار توسع الدولة السعودية حنق الدولة العثمانية التي أرسلت جيوشها لقتال السعوديين، وكان من أبرز المعارك بين الطرفين معركة وادي الصفراء التي وقعت عام 1227هـ/1812م، بين قوات ولاية مصر العثمانية بقيادة أحمد طوسون باشا وقوات الدولة السعودية الأولى في موقع الخيف في وادي الصفراء فوق المدينة المنورة بقليل، وانتهت بانتصار السعوديين وانسحاب طوسون بقواته إلى البريكة، ومنها إلى ينبع.

وقادت تلك الهزيمة إلى إعداد الدولة العثمانية لحملة كبيرة، وسخرت طاقاتها لإسقاط الدولة السعودية، وبعد حروب متواصلة، سقطت الدرعية عاصمة الدولة السعودية عام 1233هـ/1818م، ولكن بعد سقوط الدولة السعودية الأولى استطاع الإمام تركي بن عبدالله بعد نشاط متواصل استمر 7 أعوام أن يطرد الحاميات العثمانية من نجد ويدخل الرياض عام 1240هـ/1824م.

نهاية الدولة السعودية الثانية

شهدت جهود الإمام تركي لاستقرار دولته عدة معارك، كانت من أبرزها معركة السبية عام 1245هـ/1830م، وفيها شن هجومًا كاسحًا على جيش بني خالد وحلفائه في الأحساء، واستطاع الإمام تركي وابنه فيصل الاستيلاء على معسكر بني خالد.

واستطاع الإمام تركي بن عبدالله عقب ذلك إعادة توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قياسية، واستمرت الدولة السعودية الثانية تحكم المنطقة حتى عام 1309هـ/1891م.

كان آخر حكام الدولة السعودية الثانية هو الإمام عبدالرحمن بن فيصل الذي حكم الدولة على فترتين، الأولى بعد وفاة أخيه سعود بن فيصل بن تركي عام 1291هـ/1875مواستمرت حتى عام 1293هـ/1876م، والثانية بعد وفاة أخيه الإمام عبدالله بن فيصل عام 1307هـ/1889م، وامتدت حتى عام 1309هـ/1891م، العام الذي سقطت فيه الدولة السعودية الثانية.

معارك توحيد المملكة العربية السعودية

كانت الدولة السعودية على موعد جديد مع التاريخ بظهور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي استطاع بقوة صغيرة في يوم الخامس من شهر شوال عام 1319هـ/14 يناير 1902م استعادة مدينة الرياض وتسلم مقاليد الحكم والإمامة وتأسيس المملكة العربية السعودية.

وبادر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى تأسيس الدولة وتوحيد مناطق نجد تباعًا، فبدأ في الفترة 1320هـ - 1321هـ/(1902م-1903م) بتوحيد المناطق جنوب الرياض بعد انتصاره على ابن رشيد في موقعة الدلم القريبة من الخرج عام 1320هـ/1902م، ودانت له كل بلدان الجنوب: الخرج والحريق والحوطة والأفلاج وبلدان وادي الدواسر، ثم توجه إلى منطقة الوشم ودخل بلدة شقراء، ثم واصل زحفه صوب بلدة ثادق فدخلها أيضًا، ومنها إلى منطقة سدير.

وخلال الفترة من 1321هـ - 1324هـ(1903م-1906م)، نجح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في توحيد منطقة القصيم وضمها إلى الدولة السعودية بعد أن خاض مجموعة من المعارك، منها: معركة فيضة السرومعركة البكيرية ومعركة الشنانة وانتصاره في معركة روضة مهنا في 18 صفر 1324هـ/ 11 أبريل 1906م،وهي إحدى المعارك الكبرى الحاسمة.

معركة تربة

نتيجة لكثير من أحداث التمرد على حكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، نشبت الحرب بينه وبين سلطان بن رشيد في عدة معارك أهمها الطرفية عام 1325هـ/1907م، والأشعلي عام 1327هـ/1909م.

ولمَّا لم يستمر الصلح بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وآل رشيد في حائل، فقد عادت المواجهة بينهما من جديد وقامت عدة معارك من أهمها: معركة جراب قرب الزلفي عام 1333هـ/1915م التي لم تكن في مصلحة الطرفين. ومع نشوب الخلاف بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والشريف حسين بن علي في الحجاز، كانت معركة تربة عام 1337هـ التي هُزم فيها جيش الشريف.

انتصار السبلة

كانت معركة السبلة إحدى أبرز المعارك في نهاية فترة التوحيد، وقعت عام 1347هـ/1929م بين قوات الملك عبدالعزيز وقوات جماعة الإخوان في روضة السبلة الواقعة في الجهة الشرقية من مدينة الزلفي. كان زعماء جماعة الإخوان بزعامة فيصل الدويش رئيس مطير قد اجتمعوا في بلدة الأرطاوية عام 1345هـ/ 1926م وأعلنوا خروجهم على الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وانتهى الأمر بهزيمتهم.