الأزياء الشعبية في منطقة نجران، هي الملابس التقليدية التي اشتهرت بها منطقة نجران وأصبحت جزءًا من هويتها. وعلى مر العصور تطورت صناعة النسيج في المنطقة وبرز ذلك في العصور الإسلامية، وكانت تمول معظم أجزاء الجزيرة العربية بالكثير من الألبسة والمنتوجات.
منسوجات نجران في العهد النبوي
تشير الروايات التاريخية إلى قيمة وأهمية المنسوجات التي يتم تصنيعها في منطقة نجران، ويتضح ذلك فيما ورد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كاتَب أهل نجران حين دخولهم الإسلام على ألفي حلة ضمن ما كاتبهم عليه، ويُروى أنه، صلى اللالبرده عليه وسلم، كُفّن في ثلاثة أثواب نجرانية.
استخدمت صناعة النسيج في منطقة نجران الكثير من المواد الخام التي تُصنع منها الأزياء واكتسبت معها سمعتها من حيث جودتها وإتقانها، وكان أغنياء الحجاز وغيرها من مناطق جزيرة العرب يتفاخرون بحصولهم عليها، ويلبسونها في أعيادهم ومواسمهم، ومن ذلك "البرد" المعروفة بـ"الحبر" النجرانية، ولما قدم وفد نجران على النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كانوا يتوشحونها.
الأزياء الشعبية في مختلف المناسبات
تتعدد الأزياء الشعبية في منطقة نجران حيث تعكس ثراءها التاريخي عبر العصور، وهي لا تزال تظهر في مناسبات الأعياد، وحفلات الأعراس، وكذلك في حفلات ختان الأطفال التي تُسمى "الهُود". وتظهر الأزياء النجرانية القديمة بشكل كبير عند كبار السن حاليًا، الذين لم يتنازلوا عن لباسهم التقليدي القديم، خصوصًا المزنّدة والمذيّل والجنبية عند الرجل، و"المُكمم" و"الخيط" عند المرأة.
استخدم أهالي نجران قديمًا مصطلحات خاصة بالأزياء، ومن ذلك قولهم "دَقّة" بمعنى موديل في وقتنا الحاضر، فيما كان زيّ العروس يسمى بمجمله "طاقة وأدوالها"، ويحتوي على ثوبين؛ "الثوب المصبوغ والأدوال"، ويصنعان من قماش يسمى "أبو عُربية"، وكان يسمونه أيضًا بـ"البزّ السواحلي".
يبرز من بين الأزياء القديمة العديد من الملبوسات التي اشتهرت بها منطقة نجران، ومنها "المعضّدات" التي تُعدُّ من الملبوسات العتيقة والعميقة في التراث النجراني، وتتميز عن بقية الأثواب بالتطريز الملّون، في حين أن الرجل يلتزم بثوب "المزندة"، ويرتدي من فوقها "المذيّل"، بحيث لا تكتمل الملابس والأزياء إلا بالحليّ، فيكون حليّ الرجال "الجنبية" و"الخنجر".
الأزياء الشعبية النسائية
بالنسبة لأزياء المرأة فتنوعت في الماضي حسب العمر والقدرة المالية والخامة ومستوى التطريز، ومنها الزي التقليدي للنساء المتزوجات، وهو ثوب أسود مطرز واسع اليدين يسمى "المكمم"، وتغطي المرأة رأسها "بالخيط"، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من الخيوط تُلف حول الرأس ويُزيّن بحلقات من الفضة.
تختلف أسعار الأزياء النجرانية بحسب الخامات والتطريز وجودة القماش والحلي التي تُزيّن الأزياء، ولا تزال الملابس النسائية التقليدية تشهد إقبالًا رغم أسعارها المرتفعة، لجودتها وصناعتها المتقنة.
الاختبارات ذات الصلة