
روّاد الشعر في السعودية، هم أوائل الشعراء الذين أسهموا بإبداعاتهم الشعرية في تشكيل ملامح الأدب السعودي، وأثرَوْا بتجاربهم الشعرية الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية. وتنوعت أغراضهم الشعرية، وفي البدايات لم تخرج عن الأغراض التقليدية، كالمدح والرثاء والتهاني والغزل والهجاء والوصف والفخر والحكمة، كما غلب على أدائها الفني ومعانيها وأساليبها السجع والجناس والطباق والمقابلة والتورية والتصريع والترصيع.
طرق عدد من الشعراء جميع فنون الشعر، وانحصر بعضهم في ضرب معيَّن من النظم، فيما اتسع بعضهم بأغراضه الشعرية، وبشكلٍ عامّ، انقسم هؤلاء الشعراء إلى ثلاثة أقسام: فريق يُعرِض عن النظم في فن الغزل ويأبى أن يُنقل على لسانه قصيد فيه، ومنهم عبدالله بن خميس. وفريق وقف كل فنه على الغزل، ولم ينظم في الموضوعات الأخرى شيئًا، ومنهم الأمير عبدالله الفيصل وغادة الصحراء. أما الفريق الثالث فهو الذي يشكّل الأغلبية الكبرى، إذ إن الغزل جزء من شعرهم.
أبرز روّاد الشعر في السعودية
برز عدد من روّاد الشعر في المملكة؛ ومنهم: محمد بن عبدالله بن عثيمين، ومحمد بن بليهد، وعبدالله بن خميس، وعبدالله بلخير، وحسن عبدالله القرشي، وطاهر زمخشري، وحسين عرب، ومحمد حسن فقي، وحمزة شحاتة، وأحمد السباعي، وخالد الفرج، ومحمد علي السنوسي، ومحمد سعيد دفتردار، وحسين سراج، وحسين زيدان، وحسين سرحان، وضياء الدين رجب، ومقبل العيسى، وعلي زين العابدين، وعبدالعزيز الرفاعي، ومحمد الفهد العيسى، وعبدالعزيز قستي، وهاشم رشيد، وناصر أبو حيمد، ومحمد إسماعيل جوهرجي، وماجد الحسيني، وأحمد إبراهيم الغزاوي، وأحمد عبدالغفور العطار، وسعد البواردي، وصالح الأحمد العثيمين، وعبدالسلام هاشم حافظ، وأحمد قنديل، وإبراهيم خفاجي.
تصنيفات روّاد الشعر في السعودية
أسهمت غزارة إنتاج هؤلاء الشعراء وجودة أشعارهم في ظهور تصنيفات مختلفة لهم، إذ ظهرت أسماء عبر الحقب المختلفة، وشملت تلك التصنيفات تيار المحافظين، ومن أبرزهم: أحمد الغزاوي، وفؤاد شاكر، وعبدالله بن خميس، وزاهر الألمعي، وضياء الدين رجب، ومحمد سعيد الدفتردار، وعبدالحق نقشبندي، وعلي حافظ، ومحمد السنوسي، وطاهر زمخشري، ومحمد العقيلي، وممن يُلحق بهم: عبدالله بن إدريس، وسعد البواردي، وزاهر الألمعي، وعبدالرحمن العشماوي.
والتيار الثاني هو تيار شعراء التجديد الذي وُسم به الشعر العمودي، وبرز فيه عدد من الشعراء، منهم: حمزة شحاتة، وناصر أبو حيمد، والأمير عبدالله الفيصل، وحسن القرشي، وغازي القصيبي، وحمد الحجي، وإبراهيم مفتاح، وعبدالله جبر، وحسين العروي، وأحمد البهكلي، وإبراهيم صعابي، وصالح بن سعيد الزهراني.
كما شمل التيار الثالث جيلًا من الروّاد الذين قدّموا تجارب أكثر مقاربة مع الشعر المعاصر، وتنازعته تيارات القومية والحداثة، وبرز منهم: أحمد الصالح "مسافر"، ومحمد الثبيتي، وعبدالله الزيد، وعبدالله الصيخان، ومحمد جبر الحربي، وعبدالعزيز العجلان
الإنتاج الأدبي لروّاد الشعر في السعودية
لا يغيب عن روّاد الشعر أدباء ذاع صيتهم وكتبوا الشعر في أكثر من فن أدبي، لينضموا أيضًا إلى قائمة الشعراء، ومن هؤلاء: محمد سرور صبان (1899–1971م) الذي يُعدُّ الرائد الأول لنشر الأدب العربي في المملكة، ومحمود عارف (1907–2001م)؛ أحد أكثر الشعراء السعوديين إنتاجًا، وله مجموعة شعرية من جزأين حملا عنوان "ترانيم الليل".
الفنون الشعرية للشعراء السعوديين
طرق الشعراء السعوديون جميع الفنون، وبعضهم أجاد في فن دون آخر، عزوفًا أو تماسًّا مع قدراته واهتماماته. ففي فن المديح، برز عدد من الشعراء جعلوه هدفهم الأول، ومنهم: محمد بن عبدالله بن عثيمين، وكنعان الخطيب، وأحمد الغزاوي، وفؤاد شاكر، وخالد الفرج.
وفي فن الرثاء برز عدد من الشعراء الذين جروا على نهج أسلافهم، منهم: عبدالعزيز العلجي، وعبدالله آل عمير، وأحمد قنديل، وطاهر زمخشري، وعبدالله عرفج، ومحمد حسن فقي.
كما تفرّد الشعراء الروّاد بنظم الشعر في أكثر من فن، وانحاز بعضهم إلى فنون وضروب دون أخرى، ولم يكن جميعهم في مستوى واحد من حيث التفاعل مع الأحداث الطارئة والقضايا المستجدة، فبعض أولئك الشعراء مال إلى الموضوعات التقليدية، فكانت معظم قصائدهم في الغزل أو المديح، أو في غيرهما، مثل محمد بن عبدالله بن عثيمين، والأمير عبدالله الفيصل، وغادة الصحراء، ومحمد بن علي السنوسي، وفؤاد شاكر، وأحمد الغزاوي، وأحمد جمال. وفريق غلبت عليه الموضوعات الجديدة الاجتماعية أو السياسية، كسعد البواردي، وعبدالله بن إدريس، وعبدالكريم الجهيمان، وصالح الأحمد العثيمين، وعلي حسن غسال، وإبراهيم حسين فطاني، وأحمد قنديل. وفريق ثالث تأرجح بين هؤلاء وهؤلاء، فهو ينظم في المناسبة العارضة شعرًا تقليديًّا، أو مستحدثًا، وأصحاب هذا الاتجاه معظمهم من الشعراء المعاصرين.
ارتباط روّاد الشعر السعودي بالقضايا المعاصرة
لم يكن الشعراء الروّاد بعيدين عن الأدب السياسي من خلال تفاعلهم مع القضايا الوطنية من حول بلادهم، وكانت البواكير الأولى للأدب السياسي في شبه الجزيرة العربية إبان الثورة العربية، وأصبح شعراء الحجاز -وقتها- الناطقين باسم إخوانهم في البلاد العربية الأخرى، إذ هجر عدد من الشعراء بلدانهم وجعلوا مكة مقرًّا لهم، ومن هؤلاء: فؤاد الخطيب، وخير الدين الزركلي.
وتفاعل شعراء المملكة الأوائل مع القضايا العربية الكبرى في فلسطين والجزائر وحركات التحرُّر من الاستعمار، وتشكّل وجدان داعم لإخوتهم في العروبة والدين، وبرز ذلك في نكسة يونيو حزيران 1967م، التي تناول موضوعها أكثرُ الشعراء وكتب فيها كل أديب، وخصَّص بعضهم ديوانًا شعريًّا تامًّا لها، أولهم أحمد قنديل وديوانه "نار"، وثانيهم سعد البواردي وديوانه "صفارة الإنذار".
ومع تطور حركة الأدب وبروز اتجاهات شعرية حديثة، واكب الشعراء السعوديون ذلك، وقدموا إبداعًا جديدًا، كما في قصيدة النثر التي ظهر فيها تيار حديث وَجد له موطئ قدم في المشهد الأدبي، مع أن عددًا من الأدباء والنقاد لا يزالون على حالهم من عدم قبول قصيدة النثر وعدم عدّها شعرًا.
الشاعرات السعوديات
لم تكن المرأة السعودية بعيدة عن الإبداع في مجال الشعر، إذ أبدعت فيه كما برزت في غيره من الأنواع والأجناس الأدبية، فظهرت شاعرات شاركن في نظم الشعر، وابتداءً من عام 1414هـ/1994م، زاد الإنتاج الشعري النسوي وتفوّق على الإنتاج الروائي والقصصي تقريبًا، ومن الشاعرات السعوديات البارزات: فوزية أبو خالد، وثريا محمد قابل، ونعمة النواب، وأشجان الهندي، وبديعة كشغري.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة